تنظم الطريقة القادرية البودشيشية و مؤسسة "الملتقى"، بشراكة مع المركز الأورومتوسطي لدراسة الإسلام، الدورة 14 للملتقى العالمي للتصوف تحث شعار "التصوف والتنمية، دور البعد الروحي والأخلاقي في صناعة الرجال"، وذلك في الفترة بين 06 الى 10 نونبر 2019 ميلادية. ووفق الورقة العلمية للملتقى فإن اختيار موضوع هذه الدورة،"يأتي في سياق الأهمية التي يتبوؤها موضوع التنمية في الساحة العالمية اليوم، من أجل مدارسته والكشف عن التحديات التي يطرحها، في سياق ما يزخر به المكون الصوفي من إمكانات كبيرة في هذا الباب، وما يمكن ان يقدمه من آفاق واعدة فيه". ويضيف المصدر ذاته أن التنمية "تعتبر إحدى الركائز الكبرى التي تقوم عليها الحياة الإنسانية في كل معالمها وحيثياتها، وذلك لما توفره من مقومات الاستقرار والتقدم والرخاء، غير أن ما يؤاخذ على هذه الأخيرة، تهميشها للجوانب الروحية والقيمية للإنسان، فهي لم تهتم بهذا الأخير إلا من جهة ما يصلح لأن يكون به خادما للمنجز التنموي في بعده المادي والتقني، عن طريق تنمية قدراته ومهاراته في هذا الباب، بحيث أصبح آلة مسخّرة ضمن المنظومة التنموية الحديثة". ويؤكد المنظمون أن التنمية كي تكون تنمية مستدامة وخلاقة "لابد أن تنطلق من الإنسان، وأن تراعي حاجاته على كل المستويات؛ نفسيا وروحيا وجسديا وفكريا واجتماعيا، فقبل أن نهتم بتنمية المحيط والعمران ينبغي أولا أن نهتم بتنمية الإنسان، وهي الفكرة الجوهرية التي حملها الإسلام في تأسيسه لنموذجه التنموي، حيث جعل من الإنسان مركز الدائرة التي يدور في فلكها كل مشروع إنمائي. ويسلط المنظمون، وفق ذات المصدر، الضوء على الدور الكبير الذي اضطلع به التصوف في بناء التنمية لكونها تقوم في التراث الإسلامي على صناعة الإنسان، فالتصوف لكونه من أكثر المكونات الدينية اختصاصا بهذا الجانب الإنمائي والبنائي والتأهيلي للإنسان.