رفع عزيز أخنوش، الأمين العام لحزب التجمع الوطني للأحرار، ووزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، وتيرة تحركاته الحزبية استعدادا لانتخابات 2021 التشريعية، التي سبق أن أعلن أنه يريد أن يتصدرها ويترأس الحكومة المتمخضة عنها، وهذه المرة اختار مخاطبة الشباب. وعاد أخنوش مرة أخرى إلى منطقة سوس الذي شهدت بداياته السياسية، وتحديدا إلى مدينة أكادير التي احتضنت "جامعة الشباب الأحرار"، المنظمة من طرف "الشبيبة التجمعية"، ليلقي خطابا مُحضرا سلفا أعطى خلاله العديد من الوعود للشباب المغاربة الذين دعاهم إلى "الالتحاق بحزبه بسرعة والاستعداد لاستحقاقات 2021". وكشفت مجموعة من الصور أن أخنوش استخدم "آلة التلقين" (téléprompteur) لقراءة خطابه الذي أراد له أن يبدو وكأنه "عفوي"، مستعملا منذ صعوده المنصة أساليب جديدة طغت عليها لغة الجسد ومحاولة التفاعل المباشر من أنصار الحزب في هُتافاتهم، بالإضافة إلى استخدام اللهجة الدارجة واللجوء إلى بعث رسائل ساخرة لخصومه السياسيين، وهي كلها أساليب لم يتقنها يوما الوزير الأقوى في حكومة سعد الدين العثماني. وجعل أخنوش من أحلام الشباب حجر الزاوية في خطابه الجديد، حين قال إن "الخمس سنوات التي ستتلو سنة 2021 هي أعوام فارقة في حياة الإنسان، لذلك لا بد من القيام بالاختيار الصائب"، قبل أن يضيف "الشباب بعد الدراسة يريدون العمل ثم الحصول على سكن ثم الزواج، كما يرغبون في توفير مستشفيات لآبائهم ومدارس لأبنائهم، كل هذه قرارات ستتخذونها في الخمس سنوات المقبلة، فهل أنتم مستعدون لتضييع هذه الأعوام مجانا". وحذر الأمين العام للتجمعيين الشباب من أن يضطروا ل"التخلي عن أحلامهم" إذا لم يصوتوا لصالح حزبه أو إذا اختاروا العزوف، قبل أن يتعهد بأنه في حال وصوله لرئاسة الحكومة عقب الاستحقاقات البرلمانية القادمة، فإن "الوزراء سيكونون جميعا من الكفاءات الشابة"، رابطا الأمر بتوجيهات الملك محمد السادس التي تدعو للاهتمام بالشباب والكفاءات. ويخوض أخنوش منذ بداية العام الماضي، حملة أطلق عليها "مسار الثقة" لاستقطاب المنخرطين والمصوتين استعدادا لاستحقاقات 2021، حيث يوجه انقاداته لحزب العدالة والتنمية الذي يترأس الحكومة التي ينتمي إليها حزبه، مع إصراره على استثناء حصيلة الوزراء التجمعيين من هجومه على التجربة الحكومية.