في أول خروج ميداني كبير ومتزامن ل«قطبي» الأغلبية الحكومية الحالية، أي حزب العدالة والتنمية وحزب التجمع الوطني للأحرار، عاد التباين في أسلوب واستراتيجية الحليفين/الغريمين للبروز بقوة نهاية الأسبوع الماضي. ففي الوقت الذي انتقل فيه رئيس الحكومة، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، سعد الدين العثماني، إلى إحدى مناطق المغرب العميق والمهمش، أي مدينة ميسور، حيث أعطى انطلاقة «قافلة المصباح»، التي ستقود برلمانيي الحزب إلى العديد من الأقاليم، عقد وزير الفلاحة، رئيس حزب التجمع الوطني للأحرار، عزيز أخنوش، تجمعا باذخا داخل إحدى القاعات الكبرى لمدينة مراكش، في ما سماه الحزب «قمة المرأة التجمعية». وبينما حافظ العثماني على خطابه الداعي إلى "الاطمئنان" وعدم التصعيد، هاجم إدريس الأزمي، رئيس الفريق البرلماني والمجلس الوطني للبيجيدي، تحركات عزيز أخنوش، معتبرا أن الشعب حسم أمره في من يريد أن يدبر شؤونه، «لذلك نقول لمن يهرولون إلى 2021 إنه لن يكون إلا ما يريده الله والشعب المغربي الذي لا يهاب ولا يخشى أحدا». البرلماني المحسوب على تيار بنكيران، والذي انتخب يوم أول أمس السبت بالمؤتمر الجهوي لفاس-مكناس كاتبا جهويا لحزب العدالة والتنمية، خالد البوقرعي، قال، ردا على خصوم الحزب: «لمن يريد أن يختبر صحة البيجيدي وشعبيته، سكان إقليم بولمان جاؤوا بالجواب اليقين». أخنوش ترأس، بدوره، افتتاح «قمة المرأة التجمعية»، صباح أول أمس السبت، داخل خيمة أقيمت بفندق راق بمنطقة «النخيل» السياحية بمراكش. وزير الفلاحة دعا النساء المشاركات إلى دعم كتاب «مسار الثقة» الذي أعلنه برنامجا لحزبه في أفق انتخابات 2021. ولم يفوّت أخنوش الفرصة دون الإشارة إلى الملك، حيث قال إن الوثيقة «إسهام في إعداد نموذج تنموي جديد للمغرب»، وأشاد بجهود الملك محمد السادس للارتقاء بوضعية المرأة.