1. الرئيسية 2. تقارير قبل اجتماع مجلس الأمن حول الصحراء.. زعيم "البوليساريو" يعفي ما يسمى بوزير خارجيته وخليفتُه مُتهم باختلاس المساعدات الصحيفة من الرباط السبت 5 أبريل 2025 - 21:58 أجرت قيادة جبهة "البوليساريو" الانفصالية تغييرا مفاجئا في العديد من مناصبها، أبرزها إعفاء محمد سيداتي، الذي كان يوصف بأنه "وزير الخارجية"، بعد أقل من 14 شهرا على تعيينه، واستدعاء محمد يسلم بيسط من جنوب إفريقيا ليحل مكانه. وقبل الدخول في معركة دبلوماسية جديدة بخصوص ملف الصحراء، من خلال مناقشة آخر تطورات القضية أمام مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، منتصف أبريل الجاري، أصدر زعيم الجبهة الانفصالية إبراهيم غالي، قرار بإجراء ما أسماه "تعيينات على مستوى الحكومة ومهام تنظيمية أخرى". وقرر غالي إعفاء سيداتي من مهامه، وهو الذي تولى منصب "وزير خارجية" البوليساريو في فبراير 2023، ليخلف محمد سالم ولد السالك، أحد قادة الصف الأول المقربين من الجزائر، والذي قضى في ذلك المنصب عقدين من الزمن، قبل أن يضطر لتركه بسبب توالي الخسائر الدبلوماسية التي تكبدتها الجبهة أمام تحركات الرباط. المثير للانتبه أيضا أن إعفاء سيدتي أرفق بقرار آخر يتمثل في تخفيض مسؤولياته إلى "ممثل للجبهة في المملكة المتحدة وإيرلندا الشمالية"، وهي الخطوة التي تتزامن مع إقرار حكومة لندن كونها تجري محادثات مع المغرب لتغيير موقفها من قضية الصحراء، وقبل ذلك، إعلانها رفع أي عراقيل أمام استثمارات الشركات البريطانية بالأقاليم الصحراوية. هذه الخطوة التي أتت قبل ساعات فقط من زيارة ستافان دي ميستورا، المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة المكلف بملف الصحراء، إلى مخيمات تندوف بالجزائر، أمس الجمعة، كان أبرز ما فيها هو الاستعانة بقيادي متهم باختلاس أموال المساعدات. واستُدعي بيسلم بيسط، البالغ من العمر 57 سنة، لتعويض سيداتي قادما من جنوب إفريقيا، حيث كان يشغل منصب "سفير" لديها منذ 2020، وسبق له أن كان أيضا ممثلا للبوليساريو بالولايات المتحدةالأمريكية، لكن الأهم من ذلك أن نشطاء صحراويين سبق أن اتهموه باختلاس أموال المساعدات الإنسانية مستغلا موقعه خارج تندوف. وسبق ل"الصحيفة"، ضمن تحقيق "أثرياء تندوف" الذي نشرته عبر نسختها الورقية في يناير 2025، أن كشفت أن محمد يسلم بيسط متهم بالاختلاس خلال مهماته كممثل للجبهة الانفصالية في جنوب إفريقيا والجزائر وبلجيكا، بناء على معطيات استقتها من صحراويين معارضين للجبهة، والذين أكدوا أيضا أنه يملك منزلا قرب المخيمات في ما يسمى "ولاية العيون" تقدر قيمته ب 150.000 يورو. المثير للانتباه أيضا في التعيينات الأخيرة للجبهة، هو إفراغ "سفارتها" لدى الجزائر، حيث تم استدعاء عبد القادر الطالب عمر، الذي عمر في هذا المنصب منذ سنة 2018، ليتم تعيينه "وزيرا للتربية والتعليم والتكوين المهني"، دون تسمي بديل له. وأعلنت الأممالمتحدة عقد جلسة لمجلس الأمن الدولي، بتاريخ 14 أبريل الجاري، وخلالها سيُقدم دي ميستورا إحاطة لأعضاء المجلس حول مستجدات النزاع حول الصحراء، وجهوده لإحياء العملية السياسية التي ترعاها المنظمة الأممية، وفق ما سبق أن كشف عنه الخارجية المغربية.