كشف وزير الداخلية الإسباني، فرناندو غراندي مارلاسكا، عن أن الهجرة غير النظامية نحو التراب الإسباني عبر السواحل المغربية تراجعت ب45 بالمائة هذا العام مقارنة بالعام الماضي، مرجعا الفضل إلى التعاون القائم مع السلطات المغربية. وخلال لقائه وزير الداخلية المغربي عبد الوافي لفتيت، صباح اليوم الأربعاء بالرباط، اعتبر الوزير الإسباني إن المغرب كان "مخلصا" في محاربته للهجرة غير القانونية، واستطاع وقف زحف المهاجرين نحو إسبانيا بشكل كبير، وفق ما أوردته صحيفة "إلباييس". ووجه صحافيون إسبان سؤالا لمارلاسكا حول الإجراءات الحكومية الجديدة لتغيير الحدود البرية مع سبتة ومليلية، وهو ما دفعه للتأكيد على أن هذه الخطوة تتم بالتنسيق مع المغرب، وستساهم في الحد من الهجوم الجماعي على المدينتين. وشدد الوزير الإسباني على ضرورة استمرار التنسيق الأمني مع المغربي خاصة في قضايا الهجرة غير النظامية، مبديا اقتناع إسبانيا بذلك "فخلال 14 شهرا عقدنا 7 لقاءات مع الداخلية"، يقول مارلاسكا، الذي تحدث أيضا عن دعم الاتحاد الأوروبي لجهود المغرب لمكافحة الهجرة غير القانونية ب140 مليون يورو، ثم دعم مدريد مؤخرا للرباط ب32,3 مليون يورو من أجل الغاية نفسها. غير أن الهجرة غير النظامية ليست هي الوحيدة التي نجح التنسيق الإسباني المغربي في التصدي لها، وفق وزير الداخلية الإسباني، الذي أشار إلى تراجع معدلات تهريب المخدرات أيضا على الحدود بين البلدين، بالإضافة إلى تعزيز التعاون في مجال "مكافحة الإرهاب". ومن جهته اعتبر لفتيت أن العلاقات القائمة بين المغرب وإسبانيا "ممتازة"، حيث إن البلدين "يتخذان القرارت التي تهمهما في إطار تعاون وثيق، مضيفا أن لقاءه بمارلاسكا كان فرصة للتطرق إلى عدد من القضايا ذات الاهتمام المشترك، لاسيما الهجرة ومحاربة الاتجار في المخدرات والإرهاب. وكان الوزير الإسباني قد حل بالمغرب بعد 5 أيام فقط من الاقتحام الجماعي لمدينة سبتةالمحتلة من طرف المهاجرين غير النظاميين القادمين من دول إفريقيا جنوب الصحراء، حيث استطاع أزيد من 150 منهم تجاوز السياج والوصول إلى المدينة، فيما تصدت السلطات المغربية لنحو 400 شخص بقرية بليونش.