1. الرئيسية 2. المغرب الكبير لعدم قدرتها على أزمة مع بلدين في وقت واحد.. الجزائر تسرِّع المصالحة مع إسبانيا بعد دخولها في نفق مسدود مع فرنسا الصحيفة – بديع الحمداني الأربعاء 19 مارس 2025 - 9:00 قالت وكالة الأنباء الإسبانية غير الرسمية "أوروبا بريس"، إن العلاقات الجزائرية الإسبانية، بدأت تعود إلى مسارها الصحيح، بعد ثلاث سنوات من إقدام الجزائر على سحب سفيرها من مدريد جراء رفضها لخطوة مدريد الداعمة لمقترح الحكم الذاتي لحل نزاع الصحراء تحت السيادة المغربية في مارس 2022. وحسب تقرير للوكالة رصدت فيه تطورات العلاقات الثنائية بين البلدين في الشهور الأخيرة، أشارت إلى أن العلاقات الثنائية عرفت تحسنا مهما، على مستوى التواصل السياسي والعلاقات التجارية، بالرغم من أن معاهدة الصداقة والتعاون لازالت معلقة بين الطرفين، ولم تُنظم لحد الآن أي زيارات لمسؤولين رفيعي المستو من البلدين. وبخصوص العوامل التي أدت إلى تحسن العلاقات بين الجزائرومدريد، نقلت الوكالة تصريحات عدد من الخبراء الإسبان، الذين أشاروا إلى أن العلاقات تشهد "تحسنا فاترا" لم تصل إلى المصالحة الكاملة، بسبب أن الموقف الإسباني لم يتغير بشأن قضية الصحراء. وفي هذا السياق، قالت، إيرين فيرنانديز مولينا، أستاذة العلاقات الدولة في جامعة إكسترا بالمملكة المتحدة ل"أوروبا بريس" إن "الجزائر استغلت فرصا صغيرة لاستعادة الوضع الطبيعي" مع إسبانيا، مشيرة إلى المواقف الإسبانية الداعمة للقضية الفلسطينية واعترافها الرسمي بالدولة الفلسطينية، التي تبقى محط تقدير، حسب المتحدثة، لدى الجزائر. لكن من بين العوامل المهمة التي لعبت دورا في تسريع الجزائر للمصالحة مع إسبانيا، حسب إيرين فيرنانديز مولينا، هي الأزمة التي وصفتها ب"الخطيرة" بين الجزائروفرنسا، والتي تتشابه مع الأزمة التي نشبت بين الجزائر وإسبانيا، حيث أعلن البلدان دعمها للمغرب في قضية الصحراء. وفي هذا الصدد قالت الخبيرة المذكورة بأن الجزائر "لا تستطيع تحمل أزمة مع بلدين بهذه الأهمية في نفس الوقت"، وبالتالي لجأت الجزائر إلى إصلاح العلاقات مع إسبانيا، وهو ما يتوافق مع تحليل ل"الصحيفة" نشرته في فبراير الماضي تزامنا مع تزايد التوتر بين الجزائروفرنسا، ولجوء الجزائر إلى إصلاح علاقاتها مع إسبانيا. ولوحظ أنذاك أن الجزائر لجأت إلى تعزيز علاقاتها مع إسبانيا بشكل كبير، تزامنا مع اشتداد أزمتها مع فرنسا التي تفجرت في الشهور الأخيرة بسبب اعتراف باريس بسيادة المغرب على الصحراء، حيث لجأت الجزائر إلى مدريد للتقارب في خطوة رأى مراقبون أن الهدف منها التخفيف من مظهر العزلة الإقليمية التي تعيشها الجزائر في محيطها نتيجة التوترات مع دول مثل المغرب ومالي وأطراف ليبية، وسابقا مع إسبانيا، وفرنسا اليوم. وكان وزير الخارجية الجزائري، أحمد عطاف، قد عقد في 21 فبراير الماضي أول لقاء رسمي ومباشر مع وزير الخارجية الإسباني، خوسي مانويل ألباريس، على هامش قمة ال20 المنعقدة في جنوب إفريقيا، منذ الأزمة التي كانت قد عصفت بالعلاقات السياسية والاقتصادية بين البلدين في 2022، جراء إعلان إسبانيا دعمها لمقترح الحكم الذاتي لحل نزاع الصحراء تحت السيادة المغربية. وجاء ذلك اللقاء الثنائي بين وزير الخارجية الجزائري ونظيره الإسباني، بعد يومين فقط من منشور نشره الحساب الرسمي للرئيس الجزائري، عبد المجيد تبون، بموقع إكس الذي أشاد فيه بفوز مواطن جزائري بجائزة للرواية في إسبانيا، ووصف تبون إسبانيا في هذا المنشور ب"الدولة الصديقة"، على غير عادات تصريحاته ومنشوراته في السنتين الاخيريتين.