1. الرئيسية 2. المغرب الكبير بعد فشلها في نيل مقعد بمجلس السلم والأمن.. الجزائر تعاني من عزلة دبلوماسية متزايدة، وبدأ ينظر إليها كعنصر عدم استقرار في المنطقة الصحيفة – محمد سعيد أرباط الخميس 13 فبراير 2025 - 14:33 أخفقت الجزائر، أمس الأربعاء، في الحصول على التأييد اللازم لشغل مقعد في مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الإفريقي، وهو المنصب الذي كان المغرب يشغله منذ ثلاث سنوات وتنتهي ولايته خلال فبراير الجاري، وهو ما يُقرأ على أنه فشل دبلوماسي وسياسي كبير للجزائر التي لا طالما أنها "قوة إقليمية" في القارة الإفريقية. وجرت الانتخابات خلال الدورة العادية ال46 للمجلس التنفيذي للاتحاد الإفريقي، حيث حاولت الجزائر الاستفادة من مبدأ التناوب بين الدول المنتمية إلى نفس المنطقة لشغل المقعد، غير أنها لم تحظَ بالدعم الكافي، مما يستدعي الآن إعادة الانتخابات لاحقا لتحديد الدولة التي ستخلف المغرب. ويُشكل هذا الإخفاق مؤشرا جديدا على تراجع النفوذ الجزائري في القارة الإفريقية، رغم الجهود الدبلوماسية المكثفة التي بذلتها الجزائر في الكواليس لحشد التأييد، إلا أن النتائج جاءت على غير ما كانت تأمله. ويرجع محللون هذا الفشل إلى تزايد الخلافات بين الجزائر وعدد من الدول الإفريقية، خاصة مالي، إضافة إلى استمرار نزاعها مع المغرب حول قضية الصحراء، وهو ما أثر سلبا على صورتها داخل الاتحاد الإفريقي. وفي هذا السياق، اعتبر المحلل السياسي محمد شقير، في تصريح ل"الصحيفة"، أن "النظام الجزائري ما زال لم يستوعب التطورات التي عرفها المشهد الدبلوماسي والسياسي بإفريقيا"، مشيرا إلى أن الجزائر لا تزال تعتمد على الاستقطاب المالي من خلال تقديم المساعدات ومسح الديون لبعض الدول الإفريقية. وأضاف شقير أن "الدول الإفريقية شهدت في الفترة الأخيرة تغييرات كبيرة على مستوى قياداتها، حيث برز رؤساء ذوو ذهنية سياسية مختلفة عن السابق، إذ لم يعودوا يتعاملون بالرشاوى والهدايا والعلاقات الشخصية، بل أصبحوا يتبنون منطق المصلحة العليا". وأوضح المتحدث ذاته أن الضغط الذي مارسته دول إفريقية على فرنسا للانسحاب عسكريا واقتصاديا من دول الساحل وبعض دول غرب إفريقيا يعكس هذا التحول، الذي لم يستوعبه القادة الجزائريون بعد. وأشار شقير إلى أن "الجزائر تعاني من عزلة دبلوماسية متزايدة، ويتم النظر إليها كعنصر عدم استقرار في المنطقة بسبب دعمها لتنظيمات انفصالية، كما هو الحال في مالي، مما يؤثر على مصداقيتها داخل الاتحاد الإفريقي". وأكد الخبير السياسي أن تحركات الجزائر داخل الاتحاد الإفريقي، وسعيها لرئاسة بعض الهيئات الحساسة مثل مجلس السلم والأمن، "باءت بالفشل لأن الدول الأعضاء تدرك أن أي وجود جزائري في هذه الهيئات سيتم استغلاله لتصفية حسابات سياسية، خاصة مع المغرب، ولعل تجربة الجزائر كعضو غير دائم في مجلس الأمن الدولي خير مثال على ذلك". وأضاف شقير أن "التراجع السياسي للجزائر في الاتحاد الإفريقي يعود أيضا إلى ضعف دبلوماسييها الحاليين مقارنة بجيل الدبلوماسيين السابقين الذين كانوا يتمتعون بخبرة وتجربة أكبر". ويُعد مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الإفريقي من أهم الهيئات المعنية بإدارة النزاعات في القارة، وكان المغرب قد شغل مقعدا فيه خلال السنوات الثلاث الماضية، حيث لعب دورا بارزا في عدد من القضايا الأمنية الإفريقية. ويؤكد هذا الفشل الجزائري أن الرهان على النفوذ الإقليمي دون مراعاة التغيرات السياسية والدبلوماسية في القارة أصبح غير مجد، في وقت تتجه فيه إفريقيا نحو تبني سياسات أكثر استقلالية في قراراتها الداخلية والخارجية.