اعترفت وسائل إعلام جزائرية رسمية بقوة وجاذبية المغرب سواء على المستوى السياسي أو الدبلوماسي بعد العودة القوية للمملكة إلى الاتحاد الإفريقي، خلال القمة 28 بأديس أبابا التي اختتمت أشغالها أمس الثلاثاء. وأكد إعلاميون جزائريون خلال استضافتهم لبعض المحللين السياسيين للتعليق على عودة المغرب إلى مكانه بالاتحاد الإفريقي، أن الجزائر تعاني من عطب دبلوماسي، لم يعد ينفع مع سياسة المغرب، وتساءل هؤلاء عن سر نجاح المملكة دبلوماسيا وسياسيا وحضورها القوي في إفريقيا، الذي مكنها أخيرا من استرجاع مقعدها، مقابل فشل وتدني في نجاعة الدبلوماسية الجزائرية التي تعتمد على أطروحات متآكلة، تجاوزها الزمن بالنظر إلى التطورات التي تحدث الآن في إفريقيا، والتي استطاع المغرب بحنكة كبيرة أن يدير أطوارها لصالحه عن طريق الاستثمارات وعقد الشراكات مع أقطاب إلى عهد قريب، كانت محسوبة على التيار الجزائري.
وتوقف ضيوف برنامج تلفزي، بث على قناة جزائرية أمس تعليقا على موضوع عودة المغرب إلى الاتحاد الإفريقي، عند أسباب فشل الجزائر ونجاح المملكة المغربية التي تقود دبلوماسية هادئة وناعمة في القارة الإفريقية أعطت أكلها في ظرف قياسي.
وحاول محللو البرنامج التخفيف من حدة الفشل، بالقول إن الجزائر موجودة في إفريقيا، ولكن عليها أن تعيد سياستها الدبلوماسية وتستثمرها في الطريق الصحيح، مقرين في الوقت ذاته أن الجزائر لم تشتغل لفائدة تنمية إفريقيا بل اشتغلت لفائدتها، وهو ما جنى عليها وتسبب لها في الفشل، لذلك فهي غير فاعلة في مجال الاقتصاد في عدد من دول القارة، عكس المغرب الذي أبرم العشرات من الاتفاقيات والاستثمارات.
وتساءل إعلاميون جزائريون، لماذا لم تنهج بلدهم دبلوماسية ناعمة كما يفعل المغرب والمغاربة الذين يرافعون في كل المحافل من أجل بلدهم سواء في الاتحاد الأوربي من خلال النواب ذوي الأصول المغربية، أو في التجمعات الاقتصادية العالمية، على عكس الجزائريين فهم غائبون.
ويبدو أن الإعلام الجزائري أصيب بهستيريا بعد النجاح الكبير والباهر للدبلوماسية المغربية في إفريقيا والتي توجت بنصر تاريخي وعودة الأبطال إلى الاتحاد الإفريقي والتموقع في هذه المنظمة، كقوة اقتصادية صاعدة ستزعج الجيران كثيرا.
كما تطرق الإعلاميون الجزائريون إلى الأقطاب الاقتصادية العالمية الجديدة التي حولت استثماراتها نحو وجهة إفريقيا، كالصين والهند وإسرائيل وتركيا والمغرب الذي انشأ منذ سنوات شركات وأبرم اتفاقيات ثنائية مع العديد من دول القارة، وختموا بالقول: "المغرب غير سياسته بشكل مفاجئ، وهو ما لم تفهمه الجزائر".