1. الرئيسية 2. اقتصاد "مناجم" في الإنتاج و"أفريقيا" في التسويق.. ساوند إنرجي توزع الأدوار قبل بدأ استخراج الغاز الطبيعي في المغرب الصحيفة من الرباط الثلاثاء 11 فبراير 2025 - 12:44 أياما فقط بعد إعلانه شروع المغرب في إنتاج الغاز الطبيعي خلال الربع الأخير من سنة 2025، مع إمكانات مُستقبلية تصل إلى 12 مليون متر مكعب يوميا في حقل "تندرارة"، عاد غراهام لينون، الرئيس التنفيذي لشركة "ساوند إنرجي" البريطانية لرسم معالم مُستقبل أكثر تفاؤلا بخصوص الاكتشافات الطاقية بالمغرب، متحدثا عن إمكانيات تتجاوز 20 تريليون قدم في شرق المملكة. لينون، في حوار مع منصة "الطاقة" المتخصصة الموجود مقرها في واشنطن، أكد أن الشركة البريطانية التي يرأسها، باقية في المغرب على الرغم من بيع نسبة كبيرة من حصتها إلى شركة "مناجم" التابعة لهولدينغ "المدى" الملكي، والتي كشف عن دورها المركزي في بدء الإنتاج خلال العام الجاري، في مقابل دور "أفريقيا غاز" التابعة لهولدينغ "أكوا" المملوك لرئيس الحكومة عزيز أخنوش، في عملات التسويق. المدى وأفريقيا كشف لينون أن تطوير اكتشاف الغاز في امتيازها بحقل تندرارة يجري حاليا "على قدم وساق"، مبرزا أنها لأجل ذلك توقفت عن أعمال الحفر بالمغرب منذ 5 سنوات، كما تنتظر كما موافقة وزارة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة على تمديد التراخيص في منطقتي تندرارة الكبرى وأنوال، اللذان من المتوقع أن يتم فيهما حفر بئرين اثنين، كلاهما جزء من الصفقة التي أبرمها فرع "ساوند إنرجي" بالمغرب مع شركة مناجم، عبر شركتها الفرعية "مانا"، هذه الأخيرة التي وفرت التمويل لحفر البئرين. وأورد المسؤول البريطاني "مع التخطيط المناسب وموافقات الترخيص، نأمل أن تحفر مانا إنرجي بئرًا واحدة على الأقل خلال العام الجاري"، مُعترفا بأن "ساوند إينرجي" عانت من مشاكل سنتي 2022 و2023، مرتبطة بتصنيع وتوريد المعدات، بسبب "المشاكل العالمية المتعلقة بالصراعات في أوروبا وإغلاق مصانع الصلب"، في إشارة إلى الحرب بين روسيا وأوكرانيا، إلا أنه عاد وتحدث عن "تدفق الغاز خلال سنة 2025"، وتوقعات عن بدء عمليات البيع في الخريف المقبل. وفي كلام لينون، يتضح أن الدور المركزي انتقل إلى "مناجم"، موردا "أكملت ساوند إنرجي جميع الأعمال التي تحتاج إلى القيام بها فيما يتعلق بآبارها، والآن تواصل شركة مناجم المغربية هذا العمل مع وضع خطوط التدفق"، وأضاف "نشهد تقدما واضحا في الموقع، حيث تُسلَّم المعدات، والآن معدات تصنيع الغاز المسال في طريقها إلى المغرب، قادمة من موقع التصنيع في الولاياتالمتحدة". وفي المقابل فإن شركة "أفريقيا غاز" ستكون حاضرة أيضا في أولى عمليات الإنتاج المتوقعة، من خلال توليها الجانب التسويقي، لإذ وفق المسؤول البريطاني فإن المؤسسة المملوكة لرئيس الحكومة "جاهزة لتلبية مبيعات الغاز في وقت لاحق من العام الجاري"، مبرزا أنها "قدمت جميع الشاحنات لنقل الغاز المسال". دور الأنبوب المغاربي الأوروبي دخول "مناجم" على الخط له علاقة مباشرة بربط مشروع "تندرارة" بأنبوب الغاز المغاربي الأوروبي، ما يعني إمكانيات مستقبلية لتصدير الغاز الطبيعي المغربي إلى أوروبا، هذا الأمر أكده لينون الذي أبرز أن ذلك كان الهدف وراء انضمام الهولدينغ الملكي إلى عمليات تطوير الامتياز. وتابع المتحدث أن الأمر يتعلق بمشروع مادي يشمل محطة معالجة أسهل بكثير مما هو مطلوب لمشروع الغاز المسال، و4 أو 5 آبار تطوير جديدة على الأرجح لأول إنتاج غاز، وخط أنابيب بطول 120 كيلومترًا لربطه بأنبوب الغاز المغاربي الأوروبي، وتابع "نعمل حاليًا على تحديث أساس التصميم وتقدير التكلفة، ونعتقد أنه يُمكن التوصل إلى قرار الاستثمار النهائي في وقت لاحق من عام 2025، مع جدول زمني محتمل للمشروع من 18 إلى 24 شهرا". ومع ذلك، فإن الشركة البريطانية أبدت "إصرارا" على البقاء في المغرب حتى بعد تفويت جزء من أسهمها ل"مانا إنرجي" التابعة ل"مناجم"، حيث أورد رئيسها التنفيذي "قلّصت الشركة من موقفها في التراخيص المختلفة، لكنها لم تغادر"، مبرزا أن الأولوية حاليا ستكون للطلب المحلي، رابطا الأمر بالفاتورة الطاقية للمملكة، إلا أنه أضاف "إذا تجاوز العرض الطلب، فإن اتصال أنبوب الغاز المغاربي الأوروبي بأوروبا هو اتصال واضح للتصدير". توقعات حذرة كان لينون حذرا في الحديث عن توقعات الإنتاج المستقبلية، موردا أنه حتى الآن، لم تُكتَشف حقول غازٍ "من الطراز العالمي" بالمملكة، إلا أن "بيئة العمل الودية في المغرب، ودعم وزارة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة والمكتب الوطني للهيدروكاربورات والمعادن، وبعض الحوافز المالية المقدّمة للمخاطرة بحفر آبار الاستكشاف، تجعل المغرب جذابا"، على حد توصيفه. المسؤول البريطاني أورد أنه ولم تُثبَت كميات كبيرة من الغاز حتى الآن، ولكن إمكانات الموارد الكبيرة ما تزال قائمة، ومن ثم، لا أستطيع أن أقول، إن الإمكانات محدودة، حتى تُستكشف جميع الأحواض بشكل كامل". وضمن الحوار نفسه أوضح لينون أنهم استثمروا إلى حدود اللحظة في المغرب أكثر من 168 مليون دولار، وتابع تُصنَّف احتياطيات الغاز من الناحية الفنية (التقنية) وفقًا لأحد المعايير الدولية العديدة، فالإمكانات التي لم تُكتشف بعد (وليس الاحتياطيات) في شرق المغرب تتجاوز20 تريليون قدم مكعّبة من الغاز في مكانها"، وأضاف "لاحظت هيئة المسح الجيولوجي الأميركية USGS رقما مماثلا للإمكانات البحرية في عام 2021"، مشددا على أن "هذا ليس ما عُثر عليه اليوم، ومن ثم لا يمكن تصنيفه بكونه احتياطيات".