1. الرئيسية 2. تقارير اجتماع المكتب التنفيذي لمنظمة المدن العربية بطنجة.. استشراف مُستقبل حواضر المغرب مع مونديال 2030 حاضرة واهتمامٌ بالمدن الفلسطينية الصحيفة من طنجة السبت 1 فبراير 2025 - 15:16 كانت الدورة الثانية والستون لاجتماع المكتب التنفيذي لمنظمة المدن العربية، التي تحتضنها مدينة طنجة إلى غاية الثالث من شهر فبراير الجاري، مناسبة لتقديم التجربة المغربية في مجال التخطيط والتدبير الحضري، والرؤية المستقبلة التي تعتمدها المملكة للتنمية الشاملة للحواضر الكبرى في ظل استعادها لاستضافة كأس العالم 2030. وخلال الجلسة الافتتاحية للاجتماع المنظمة من طرف منظمة المدن العربية، إلى جانب الجمعية المغربية لرؤساء مجالس الجماعة، وجماعة طنجة، التي انعقدت صباح اليوم السبت بقصر الثقافة والفنون، تقاطعَ ممثلو المؤسسات المغربية مع نظرائهم في المنظمة التي تضم في عضويتها 650 مدينة عربية، على أولوية دعم المدن التي أضرت بها الصراعات المسلحة، وفي مقدمتها المدن الفلسطينية. مونديال 2030.. فرصة جديدة والي جهة طنجة – تطوان - الحسيمة، يونس التازي، شدد في كلمته على اهتمام المغرب بتعزيز التعاون البيني خصوصا في مجال التنمية الحضرية والتنمية الشاملة، مشددا على أهمية التعاون العربي وتبادل الخبرات والتجارب على المستوى الإقليمي في ظل التحديات الشاملة التي تواجهها المنطقة العربية. وتطرق الوالي التازي إلى التجربة المغربية التي كسبت العديد من النقاط في السنوات الماضية، خصوصا من خلال المزاوجة بين التجديد وصون الموروث التاريخي، مبرزا أن المملكة حققت إنجازات كبرى في مجال التنمية الحضرية، مع إعطائها أولية قصوى ضمن تنزيل ورش الجهوية المتقدمة واللامركزية، ما أعطى للمجالس المحلية سلطات أكبر لتطوير وتأهيل وعصرنة مرافقها، وأضاف أن المغرب مقتنع أن المدن "ليست فقط فضاءات معيشية بل محركات للتنمية". ووفق التازي، فإن المملكة تعتبر أن كأس العالم 2030، الذي ستنظمه بشكل مشترك مع إسبانيا والبرتغال، يمثل فرصة لتعزيز تطوير الحواضر المغربية مستقبلا، بما يشمل دعم البنيات التحتية والقطاعات الحيوية مثل الصحة والتعليم، علما أن الحكومة المغربية سبق أن أعلنت أن احتضان فعاليات المونديال سيشمل 24 مدينة، منها 6 ستكون محتضنة بشكل رئيسي للمباريات. نموذج طنجة على الطاولة من جهته، اعتبر منير ليموري، رئيس مجلس جماعة طنجة، ورئيس الجمعية لرؤساء مجالس الجماعات، أن مدينة طنجة، التي اختيرت لاستضافة الاجتماع، شكلت فضاءً للتلاقح الحضاري وجسرًا للتواصل بين الشعوب، بفضل موقعها الجغرافي والاستراتيجي، وارتباطا بخاصية الانفتاح الحضاري والتشبع بقيم التعايش التي طبعت هويتها الوطنية والإنسانية، مضيفا أنها اليوم "تواصل أداء دورها كقاطرة للتنمية الاقتصادية ومشتلا للابتكار والاجتهاد في التدبير الترابي المحلي، بفضل مختلف مشاريع التنمية الكبرى التي تُنجز لتعزيز مكانتها كمركز اقتصادي وسياحي وثقافي رائد". وأورد عمدة طنجة أن استضافة طنجة لهذا الاجتماع، يشكل مناسبة لتعميق التعاون بين المدن والجماعات الترابية العربية، وتبادل التجارب حول الرهانات المشتركة التي تواجه تدبير المجالات الحضرية، وفي مقدمتها تحقيق التنمية المستدامة، ومواكبة الامتداد العمراني، تحسين جودة الخدمات العمومية، وتعزيز المشاركة المواطنة في اتخاذ القرار. ووفق ليموري، فإن جماعة طنجة بمعية باقي المتدخلين والشركاء، وفي إطار رؤية الملك محمد السادس، تؤمن بأن التخطيط الحضري المندمج يشكل إحدى الركائز الأساسية لتحقيق تنمية ترابية مستدامة ومتوازنة، مضيفا "من هذا المنطلق، شهدت المدينة إنجاز مشاريع مهيكلة تهدف إلى الارتقاء بجودة الحياة، وتعزيز جاذبيتها كوجهة استثمارية وثقافية وسياحية". حلول مبتكرة لعالم متغير خلال الجلسة، كان هناك إجماع على أن التحديات التي تعيشها المدن العربية في الوقت الراهن، تستدعي المرور إلى مرحلة جديدة من صياغة الحلول التي تستحضر الابتكار والأبعاد التنمية المختلفة، وهو الأمر الذي بإمكان مختلف الحواضر العربية أن تربح فيه الكثير من الوقت والجهد من خلال العمل المشترك في إطار المنظمة. وهكذا، أورد ليموري، أننا "نعيش اليوم في عالم متغير يفرض تحديات متزايدة على الجماعات الترابية، ما يستدعي منا جميعًا، كمسؤولين عن التدبير المحلي، بلورة حلول مبتكرة تستجيب لمتطلبات التنمية المتوازنة. فالتوسع الحضري المتسارع، والإكراهات البيئية، والتحولات الاقتصادية والاجتماعية، كلها تحديات تستوجب تبني سياسات عمومية متقدمة تحقق التوازن بين التطور الاقتصادي وصون البيئة، وبين تحديث المرافق الحضرية والحفاظ على الهوية الثقافية للمجالات الترابية". وقال عمدة طنجة، في هذا الإطار، إن منظمة المدن العربية تشكل "فضاءً متميزًا" لتبادل الخبرات الناجحة، والاستفادة من التجارب الرائدة في مجال التخطيط الحضري والتدبير المجالي، بما يتيح وضع استراتيجيات مشتركة لتعزيز التنمية الحضرية المستدامة، خالصا إلى أن "تعزيز التعاون بين الجماعات الترابية العربية ليس خيارًا بسيطا، بل رهان استراتيجي لضمان مستقبل واعد للأجيال القادمة". القضية الفلسطينية.. أولوية من جهته، يرى الأمين العام لمنظمة المدن العربية، عبد الرحمن هشام العصفور، أن التغييرات التي شهدها العالم في السنوات الأخيرة فرضت على المنظمة تبني مجموعة من التغييرات لبناء دور فعال داخل المدينة العربية، مبرزا أنها أصبحت في سباق مع الزمن، في ظل وجود العديد من الاتحادات الدولية والإقليمية التي تخرج بقرارات وتوصيات تسعى من خلالها لتحقيق أهدافها. وذكر العصفور أن للمنظمة أهدافا سامية، تتمثل أولا وأخيرا في الارتقاء بالمدينة العربية، معربا عن ألمها الشديد لما حدث لمدن فلسطين واليمن ولبنان وسوريا والسودان، من أزمات هائلة تتطلب الإسراع في إعادة الإعمار، كما شدد المنظمة لن تدخر جهدا في مساعدة المدن المتضررة بشكل خاص والمدن العربية كافة. وعلاقة بالقضية الفلسطينية أيضا، كان الوالي يونس التازي قد تطرق إلى تنظيم معرض وكالة بيت مال القدس، ضمن فعاليات الاجتماع، مبرزا أن الأمر يمثل تذكيرا بالمكانة الخاصة للقدس الشريف، وعلى أهمية دعم القضية الفلسطينية التي تبقى في صلب اهتمام المغاربة وفي مقدمتهم الملك محمد السادس، باعتباره رئيسا للجنة القدس. يشار إلى أن الجلسة الافتتاحية شهدت توقيع مذكرتي تفاهم، الأولى بين منظمة المدن العربية والجمعية المغربية لرؤساء مجالس الجماعات، والثانية بين هذه الأخيرة وبين المعهد العربي لإنماء المدن، بهدف تحقيق التعاون في مجال التدريب ودعم القدرات، إلى جانب البحوث والسياسات الحضرية.