1. الرئيسية 2. اقتصاد صحيفة إسبانية: 3 عوامل أساسية جعلت المغرب اليوم منافسا قويا لإسبانيا في مجال صناعة السيارات الصحيفة من الرباط السبت 1 فبراير 2025 - 12:00 كشفت صحيفة "لا سيكستا" الإسبانية عن ثلاثة عوامل أساسية جعلت المغرب اليوم منافسا قويا لإسبانيا في مجال صناعة السيارات، ما يهدد مكانة الأخيرة على هذا القطاع في المنطقة، مشيرة إلى أن المغرب أصبح لاعبا رئيسيا في هذه الصناعة بفضل موقعه الاستراتيجي، وموارده الطبيعية، وقوة عماله الماهرة. وأضافت الصحيفة في تقرير مفصل، أن أول العوامل الرئيسية التي جعلت المغرب يحظى بمكانة متميزة في قطاع صناعة السيارات هو ميناء طنجة المتوسط، إذ يعد هذا الميناء واحدا من أهم النقاط اللوجستية في العالم، حيث يسهم بشكل كبير في تسهيل حركة الشحن والتجارة بين المغرب وأوروبا. وأشارت إلى أنه بفضل موقعه الجغرافي الفريد، بات الميناء نقطة محورية في وصول السيارات والمواد الخام من الصين إلى أوروبا، ما يعزز دور المغرب كمركز صناعي استراتيجي، متوقعة أن يشهد هذا الميناء مزيدا من التطوير وهو نقطة جذب للشركات العالمية للإنتاج في المغرب، حيث أصبح الآن قادرا على تصدير السيارات إلى أوروبا بكفاءة عالية. العامل الثاني الذي يعزز قدرة المغرب على التنافس مع إسبانيا في مجال صناعة السيارات، وفق "لاسيكستا"، هو وجود يد عاملة ماهرة، حيث يمتاز المغرب بكفاءات عالية في مجال تصنيع قطع السيارات وتجميعها، وهو ما جعل الشركات العالمية، مثل رونو، تنقل جزءا من إنتاج سياراتها من رومانيا إلى المغرب. وقالت الصحيفة الإسبانية في هذا السياق، بأن المغرب أثبت قدرته على تدريب أطر محلية ذات مستوى عال من الخبرة التقنية في هذا المجال، ما يعزز من موقعه كمورد رئيسي للمكونات الأساسية لصناعة السيارات، مشيرة إلى أن اليد العاملة المغربية تُعتبر مصدرا رئيسيا لجذب المزيد من الاستثمارات في هذا القطاع، وهو ما يعكس تزايد الثقة العالمية في قدرة العامل المغربي على تلبية معايير الجودة العالمية. أما العامل الثالث، حسب المصدر نفسه، يرجع إلى توفر المغرب على كمية كبيرة من المعادن الأساسية اللازمة لصناعة السيارات، حيث يمتلك المغرب موارد غنية بالمعادن، مثل النحاس والحديد، التي تدخل بشكل أساسي في صناعة مكونات السيارات، مشيرة إلى أن هذه المواد الخام تعتبر عنصرا أساسيا في تطوير قطاع صناعة السيارات، سواء في تصنيع السيارات أو في إنتاج قطع الغيار. وأشارت "لاسيكستا" إلى أن المغرب يسعى إلى زيادة إنتاجه من السيارات بشكل كبير بحلول عام 2030، حيث يهدف إلى إنتاج 1.4 مليون سيارة سنويا، مما يعكس الطموحات الكبيرة للمملكة في هذا القطاع، متوقعة أن يستمر المغرب في جذب المزيد من الاستثمارات من الشركات العالمية في السنوات المقبلة. وبالرغم من هذه المنافسة التي يُشكلها المغرب لإسبانيا، ترى الصحيفة الإسبانية تشير أن هناك فرصة للتعاون بين البلدين في قطاع صناعة السيارات، حيث يمكن أن يستفيد كلا البلدين من موقعهما الجغرافي المشترك والعلاقات التجارية الوثيقة بينهما، خاصة في ظل تحديات التنافس العالمي في هذا القطاع. ولفتت إلى أنه من خلال التعاون، يمكن للمصنعين الإسبان استغلال قربهم الجغرافي من المغرب للاستفادة من التكلفة المنخفضة للإنتاج في المملكة، وبالتالي زيادة قدرتهم التنافسية في السوق الأوروبية، كما يمكن أن تساهم هذه الشراكة في تعزيز الإنتاج المشترك، مما يعود بالفائدة على الاقتصادين في البلدين.