1. الرئيسية 2. تقارير أوجه الاختلاف بين غاناوكينيا.. أكرا تمضي في قرار سحب اعترافها ب"جمهورية البوليساريو" بدون رجعة الصحيفة – محمد سعيد أرباط الأربعاء 22 يناير 2025 - 9:00 بدأ المغرب سنة 2025 بتحقيق انتصار جديد في قضية الصحراء، بإعلان غانا تعليق علاقاتها مع ما يُسمى ب"الجمهورية الصحراوية" التي أنشأتها جبهة البوليساريو الانفصالية، وذلك تزامنا مع حفل تنصيب رئيس جديد في البلاد، في سيناريو مشابه لما حدث في شتنبر 2022 عندما أعلنت كينيا سحب اعترافها بالبوليساريو يوم حفل تنصيب ويليام روتو رئيسا جديدا للبلاد. وإذا كان سيناريو غاناوكينيا قد تشابه في بدايته، إلا أنه اختلف في نهايته، حيث تراجعت كينيا بعد فترة قصيرة عن ذلك الموقف، بسبب ضغوطات مارستها الجزائر على نيوربي، في حين قررت أكرا المضي قدما في موقفها دون تراجع، وسط صمت "الهزيمة" المطبق من طرف البوليساريو والجزائر التي تدعمها سياسيا ودبلوماسيا. وبالرغم من تراجع كينيا عن سحب اعترافها بجبهة البوليساريو الانفصالية، إلا أن مواقفها من قضية الصحراء المغربية، يرى الكثير من المراقبين، أنها تتجه تدريجيا نحو دعم المغرب، خاصة أن نيروبي افتتحت العام الماضي سفارتها بالرباط، وأعربت عن رغبتها في تعزيز العلاقات الثنائية، سياسيا، وبالأخص اقتصاديا. وفق الخبير بملف الصحراء، محمد سالم عبد الفتاح، فإن تباين مواقف كل من كينياوغانا تجاه قضية الصحراء المغربية يرجع إلى اختلاف السياقات السياسية والإقليمية التي تؤثر على سياسات البلدين، ففي الوقت الذي اتخذت فيه غانا موقفا نهائيا بسحب اعترافها بالكيان الانفصالي، ما زالت كينيا في طور بلورة موقفها النهائي، وهي عملية قد تستغرق بعض الوقت. وأضاف عبد الفتاح في تصريحات ل"الصحيفة"، أن "سحب غانا اعترافها بالجمهورية الوهمية يأتي في إطار انخراطها في مشاريع وشراكات إقليمية تقودها المملكة المغربية، مثل مبادرة المنفذ الأطلسي ومشروع أنبوب الغاز الأفريقي الأطلسي مع نيجيريا، إلى جانب أدوار اقتصادية وأمنية وروحية تاريخية للمغرب في منطقة غرب إفريقيا". وأشار عبد الفتاح في هذا السياق، إلى أن غانا بهذا الموقف، انسجمت مع جوارها الإقليمي، الذي يدعم المملكة تاريخيا وحضاريا، مضيفا أن موقفها الأخير جاء بعد تطور تدريجي في مواقفها تجاه قضية الصحراء، خاصة بعد دورها المحوري في دعم قرار الاتحاد الأفريقي الذي يقضي باقتصار مشاركة الدول الأعضاء في الأممالمتحدة فقط في الاجتماعات مع الشركاء الدوليين، حيث "تمت المصادقة عليه في العاصمة الغانية أكرا. وكان وزير الخارجية الجزائري، أحمد عطاف، اتهم البلد المستضيف، أي غانا، بالوقوف خلف هذا القرار". أما عن كينيا، فأوضح عبد الفتاح أن انفتاح المغرب على الدول الإفريقية الناطقة بالإنجليزية منذ منتصف العقد الماضي، بقيادة الملك محمد السادس، أسفر عن مواقف داعمة من عدة دول، مثل نيجيريا وإثيوبيا وكينيا. ومع ذلك، أشار المتحدث ذاتها، إلى أن تغيير مواقف دول شرق وجنوب أفريقيا يستغرق وقتا أطول نظرا لعلاقاتها التاريخية مع خصوم المملكة، والتي تعود إلى فترة الحرب الباردة، فضلا عن استمرار محاولات الجزائر التأثير على هذه الدول عبر توظيف سياسة "البترودولار". وأضاف أن قرار كينيا بشأن دعم الوحدة الترابية للمغرب جاء في البداية من الرئيس المنتخب، لكنه ما زال بحاجة إلى إجراءات أخرى لتعميمه على باقي المؤسسات السيادية، خاصة المعنية بالسياسة الخارجية، ما يفسر التأخير مقارنة بموقف غانا، الذي جاء أكثر وضوحا وحسما. وأكد عبد الفتاح أن السياقات الإقليمية والسياسية في أفريقيا تشهد تغيرا ملحوظا، حيث يتراجع التأثير الجزائري في المنطقة تدريجيا، في مقابل تنامي حضور المغرب، الذي يعزز من خلاله مواقفه عبر الشراكات الاقتصادية والدبلوماسية الاستباقية.