1. الرئيسية 2. تقارير في ظل الفوضى التي تعيشها البلاد.. الجالية المغربية في موزمبيق تواجه النهب وتخريب ممتلكاتها الصحيفة - خولة اجعيفري الأحد 29 دجنبر 2024 - 12:36 تعيش موزمبيق على صفيح ساخن عقب الانتخابات الأخيرة التي فجّرت اضطرابات دموية أسفرت عن مقتل 261 شخصًا، إثر استخدام الشرطة القوة المفرطة لتفريق المتظاهرين، فيما لم تقف آثار هذه الأحداث عند حدود السياسة المحلية، بل امتدت لتشمل استهداف الأجانب، من بينهم التجار المغاربة الذين تضررت محلاتهم بفعل أعمال تخريب وعنف، وسط تعالي الأصوات المطالبة لوزارة الخارجية المغربية وسفارة المملكة بالتدخل العاجل لضمان حماية المواطنين المغاربة في بلاد تعاني واحدة من أسوأ أزماتها. ومنذ أواخر أكتوبر الماضي، تفجرت موجة احتجاجات واسعة في موزمبيق إثر إعلان اللجنة الانتخابية فوز المرشح الرئاسي لحزب "فريليمو"، دانييل تشابو، في انتخابات 9 أكتوبر، إذ ذكرت اللجنة أن الرئيس وأعضاء البرلمان حصدوا 71% من أصوات الناخبين، وهو الإعلان الذي قوبل بغضب شعبي، حيث نزل الآلاف إلى الشوارع مطالبين بإعادة الانتخابات، لترد الشرطة باستخدام الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي لتفريق المحتجين المعارضين لنتائج الاقتراع. وتعيش البلاد، التي يبلغ عدد سكانها 34 مليون نسمة، حالة من التوتر المشحون، مع انتشار قوات الأمن في الشوارع وتكثيف الحراسة على القصر الرئاسي، فيما يلتزم العديد من السكان منازلهم خشية التصعيد،ك. وفي خضم هذا الوضع المضطرب، أعلن الرئيس المنتخب دانييل تشابو استعداده لإجراء محادثات مع المعارضة بعد توليه المنصب في 15 يناير المقبل، ومن جانبه، دعا الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، إلى تهدئة الأوضاع عبر حوار جاد يهدف إلى حل الأزمة سلمياً، مع التشديد على ضرورة الامتناع عن العنف ومضاعفة الجهود لتحقيق الاستقرار. وفي خضم الفوضى والانفلات الأمني الذي تعيشه موزمبيق خلال الأيام الأخيرة، تصاعدت شكاوى عدد من التجار المغاربة بشأن الاعتداءات التي طالت محلاتهم التجارية، بعد أن تحولت احتجاجات المعارضين إلى أعمال شغب واسعة النطاق، كما أفاد المتضررون بأن المتظاهرين اقتحموا محلاتهم ومقاهيهم، من بينها محلات يديرها مغاربة مقيمون في البلاد، وقاموا بنهب محتوياتها وإلحاق أضرار مادية جسيمة، مما دفع بعضهم إلى خسارة كل ما يملكون. وتجلّت هذه المعاناة في مقطع فيديو وثّقه علي دهياز، مغربي مقيم في موزمبيق، ونشره على قناته في منصة "يوتيوب"، حيث عرض مشاهد صادمة للاعتداءات وأعمال التخريب التي اجتاحت البلاد، وهذا الفيديو أثار موجة تضامن واسعة، لكنه كشف في الوقت نفسه عن حالة العجز التي يعانيها المتضررون في مواجهة هذه الظروف. وفي تصريح لجريدة "الصحيفة"، أوضح محمد.ر، أحد التجار المغاربة الذين تعرّضت محلاتهم للتخريب في ضواحي العاصمة مابوتو، أن المعتدين لم يكتفوا بمهاجمة المحلات التجارية، بل توسّعت دائرة الاعتداءات لتشمل المقاهي والمطاعم، سواء التي يملكها الأجانب أو المحليون. وأضاف أن حالة الانفلات الأمني تفاقمت بشكل كبير بعد فرار آلاف السجناء من أحد السجون في مابوتو، مما زاد من المخاوف من امتداد الشغب إلى الأحياء السكنية ووقوع اعتداءات على المنازل. وأشار المتحدث إلى أنه ومعه نحو 20 تاجراً مغربياً، لجأوا إلى السفارة المغربية في مابوتو لطلب المساعدة وحماية ممتلكاتهم، إلا أن السفارة اكتفت بتوجيههم لتقديم شكاوى لدى المصالح الأمنية المحلية، والتي بدورها لم تتمكن من التصدي للوضع بسبب هشاشة الوضع الأمني وتزايد أعمال الشغب. وفي ظل هذا الواقع المتأزم، تتعالى أصوات المتضررين للمطالبة بتدخل أكثر فاعلية من السلطات المغربية والموزمبيقية لوضع حد للفوضى وضمان سلامة الممتلكات والأرواح في أسرع وقت ممكن. وحاولت "الصحيفة" التواصل مع سفارة المملكة في الموزنبيق، ووزارة الخارجية المغربية لتبيُّن الأمر والحصول على تفاصيل دقيقة أكثر، بيد أنها وإلى حدود كتابة هاته الأسطر من يومه الأحد لم تتوصل بأي مستجد. من جانبها، وجهت النائبة البرلمانية عن حزب الاتحاد الاشتراكي، النزهة أباكريم، سؤالاً إلى وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، حول الأوضاع الصعبة التي تواجهها الجالية المغربية في موزمبيق بسبب التدهور الأمني الذي يعصف بالبلاد. وفي سؤالها الكتابي الذي اطلعت عليه "الصحيفة"، أبرزت النائبة أن المغاربة المقيمين في موزمبيق أصبحوا عرضة لشتى أنواع التهديدات جراء حالة عدم الاستقرار التي يعيشها البلد، لافتة إلى أن العديد من المحلات التجارية والخدمية التي يديرها مغاربة تعرضت للنهب والتخريب، فيما يعيش معظم أفراد الجالية حالة من الرعب نتيجة نقص المواد الغذائية والاحتياجات الأساسية التي تضمن لهم السلامة وتقيهم من المخاطر المحيطة بهم. وطالبت النائبة بالكشف عن تفاصيل دقيقة حول الجالية المغربية بموزمبيق، بما في ذلك أعدادهم، أسماؤهم، عناوينهم وأرقام هواتفهم، مع تقديم تقييم شامل للأوضاع السائدة هناك، كما دعت إلى اتخاذ تدابير عملية لإعلام المغاربة المقيمين في هذا البلد بالإجراءات والاحتياطات الواجب اتخاذها لضمان سلامتهم في ظل الظروف الحالية. وأشارت أباكريم إلى أن السنوات العشر الأخيرة شهدت تزايداً ملحوظاً في أعداد المغاربة المهاجرين إلى موزمبيق، لا سيما من أبناء جهة سوس ماسة، وخاصة من دائرة أنزي بإقليم تيزنيت. ولفتت إلى أن هؤلاء المهاجرين نجحوا في الانخراط في مجال التجارة والخدمات، وخصوصاً قطاع المطاعم، كما تمكنوا من توسيع حضورهم عبر استقطاب أفراد من عائلاتهم وقبائلهم، ما ساهم في بناء شبكة من المؤسسات الناجحة التي حظيت بقبول واسع داخل الأوساط الموزمبيقية.