عاشت المنطقة الحدودية التي تفصل مدينة سبتةالمحتلة عن باقي التراب المغربي، واحدة من أكبر محاولات الاقتحام الجماعي في تاريخها، بعدما حاول أزيد من 650 مهاجرا غير نظامي ينتمون لدول إفريقيا جنوب الصحراء اقتحام الحدود عنوة، ما تسبب في مواجهات مع السلطات المغربية والإسبانية. واستطاعت السلطات المحلية بعمالة المضيقالفنيدق التصدي للمحاولة، ما أسفر عن منع أزيد من 400 مهاجر غير نظامي من اقتحام الحدود، حسب ما أكدته وزارة الداخلية المغربية، لكن في المقابل عجزت عناصر الحرس المدني الإسباني عن مواجهة الموقف نتيجة عدم استعدادها له، الشيء الذي خلق أزمة بينها وبين وزارة الداخلية هناك. رقم قياسي ووفقا لما أعلنته شبكة الإذاعة والتلفزيون الرسمية في إسبانيا، فإن 155 مهاجرا إفريقيا غير نظامي استطاعوا الوصول إلى تراب مدينة سبتة من أصل نحو 250 نفذوا محاولة اقتحام السياج المزدوج، ما أسفر عن مواجهات مع عناصر الحرس المدني، والتي أدت إلى إصابة 11 منهم إلى جانب إصابة 16 مهاجرا، منهم من نقلوا إلى المستشفى. ووصفت السلطات الإسبانية هذه الواقعة بأنها الأكبر من نوعها منذ عام، إذ تعود آخر محاولة لاقتحام السياج الحدودي بشكل جماعي إلى 22 غشت 2018، وقد اضطرت عناصر الشرطة إلى المشاركة في عمليات المطاردة بعد الفوضى التي تسبب فيها الاقتحام داخل المدينة، وذلك بعدما عجزت عناصر الحرس المدني عن منع تدفق المهاجرين. وحسب وسائل إعلام إسبانية فقد تسببت هذه العملية في مشكلة كبيرة لمركز الإيواء الرئيسي بمدينة سبتة، الذي يتسع ل512 شخصا، إذ سيصبح عليه تحمل أكثر من طاقته الاستعابية، حيث سيصل عدد المقيمين به إلى 620، غير أن إدارته قالت إنها لا تحتاج في الوقت الراهن لنصب خيم عسكرية لإيواء المهاجرين الجدد كما حدث سابقا. أزمة في الداخلية الإسبانية وذكر التلفزيون الرسمي الإسباني أن هذه المحاولة أدت إلى حدوث أزمة بين الجمعية الإسبانية للحرس المدني وبين وزارة الداخلية، وذلك بعد اشتكى عناصر هذا الجهاز من قلة العناصر على حدود مدينة سبتة، بالإضافة إلى ضعف تزويدهم بمعدات مكافحة الشغب، ما جعلهم غير مستعدين لموجات الاقتحام الجماعي للسياج الحدودي. وحملت الجمعية الممثلة لأفراد الحرس المدني، المسؤولية لوزير الداخلية فيرناندو غراندي مارلاسكا، قائلة إن مجموعات المهاجرين تعلم أنها بمجرد تمكنها من عبور السياج الحدودي ستواجه "حفنة من عناصر الحرس المدني غير المزودين بوسائل مكافحة الشغب"، وأضافت أنها ظلت منذ سنوات تنبه لهذه المشكلة وتطالب بالرفع من عدد العناصر. تصدٍ مغربي ورغم ذلك، كان من الممكن أن تجد السلطات الإسبانية في سبتة نفسها في مأزق أكبر، لولا تدخل نظيرتها المغربية بالسياج الحدودي المجاور لمركز بليونش التابع لإقليم المضيقالفنيدق، حيث أعلنت الداخلية صباح اليوم أنها استطاعت التصدي للعدد الأكبر من المقتحمين. وقالت السلطات المحلية إنها استطاعت إحباط محاولة اقتحام جماعي لما يناهز 400 مهاجر سري منحدرين من دول إفريقيا جنوب الصحراء، ما أدى إلى إصابة تسعة مهاجرين سريين بجروح طفيفة نقلوا على إثرها إلى المستشفى بمدينة الفنيدق لتلقي الإسعافات اللازمة. وأضافت الجهة نفسها أن القوات العمومية تمكنت من توقيف قرابة 90 من المقتحمين، تمت إحالتهم على المصالح الأمنية المختصة، فيما تستمر عملية البحث لتوقيف باقي المتورطين.