1. الرئيسية 2. تقارير الاتحاد الأوروبي: اعتقال الجزائر لصنصال مثير للمخاوف.. واتهامه بالإرهاب بناءً على تصريحاته هجومٌ واضح على حرية التعبير الصحيفة من الرباط الجمعة 29 نونبر 2024 - 23:00 نشرت الدائرة الأوروبية للشؤون الخارجية، التابعة للاتحاد الأوروبي، نص كلمة جوسيب بوريل، المفوض السامي للاتحاد للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية، أمام البرلمان الأوروبي، التي دعا من خلالها الجزائر لإطلاق سراح الكاتب الحامل للجنسية الفرنسية، بوعلام صنصال، مبرزا أن الأمر "يثير العديد من المخاوف". وقال بوريل، في كلمة ألقتها نيابة عنه المفوضة الأوروبية للمساواة، هيلينا دالي، إن "ظروف اعتقال واحتجاز الكاتب البارز بوعلام صنصال تثير العديد من التساؤلات والمخاوف"، مبرزا أنه "تم توقيفه من قبل الشرطة في مطار الجزائر في 16 نونبر، ولكن لم يتم تأكيد اعتقاله إلا بعد ستة أيام، ولم يُسمح له بمقابلة وكيل النيابة إلا يوم 26 نونبر". بوريل نقل عن محامي صنصال قوله إن موكله "وُجهت إليه تهمة استنادا إلى مادة متعلقة بالإرهاب في القانون الجنائي الجزائري"، وتابع "إذا كانت هذه التهمة تستند فقط إلى آراء عبر عنها علنا، فإن ذلك سيشكل هجوما واضحًا على حرية التعبير"، في إشارة إلى كلام صنصال عن اقتطاع الاستعمار الفرنسي أراضٍ من شرق المغرب وضمها للتراب الجزائري. وشددت كلمة المفوض الأوروبي المكلف بالشؤون الخارجية على أنه "من الضروري أن تعالج السلطات القضائية الجزائرية هذه القضايا التي ترتبط بوضوح بسيادة القانون واحترام حقوق الإنسان، بما في ذلك الإدارة العادلة للعدالة". وأورد بوريل في كلمته "حقوق الإنسان والحريات الأساسية، بما في ذلك حرية التعبير، منصوص عليها ليس فقط في القانون الدولي، وخاصة في العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية الذي تعد الجزائر طرفًا فيه، بل أيضًا في الدستور الجزائري"، مذكرا بأنه هذه القيم العالمية "تشكل جوهر العلاقات بين الاتحاد الأوروبي والجزائر، كما هو مذكور في اتفاقية الشراكة وأولويات الشراكة بيننا". وأبرز بوريل أنه "لهذا السبب نواصل متابعة هذه التطورات ومناقشتها وإثارة المخاوف مع نظرائنا الجزائريين، وفقًا للالتزامات المتبادلة"، وتابع "على وجه الخصوص، يعالج الاتحاد الأوروبي قضايا حقوق الإنسان بانتظام في إطار اتفاقية الشراكة بين الاتحاد الأوروبي والجزائر، لا سيما في لجنة الحوار السياسي والأمني وحقوق الإنسان، ومن خلال الاتصالات المستمرة مع ممثلي المجتمع المدني في الجزائر وبروكسل". وأوضح المسؤول الأوروبي أن الجزائر "تم انتخابها كعضو في مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة للفترة ما بين 2023 و2025، وكما هو الحال مع جميع أعضاء المجلس، نتوقع أن تدافع الجزائر عن احترام حقوق الإنسان وتعزيزها وحمايتها". وذكر بوريل مخاطبا البرلمان الأوروبي "إن هذا النقاش يؤكد الأهمية التي يوليها الاتحاد الأوروبي لتعزيز حقوق الإنسان وسيادة القانون في علاقاته مع الدول الشريكة، وعلينا أن نطمئن إلى أن هذا سوف يستمر، وخاصة مع الشركاء المقربين مثل الجزائر". وقال المسؤول الأوروبي "سنستمر بطبيعة الحال في متابعة قضية بوعلام صنصال عن كثب بالتنسيق الكامل مع السلطات الفرنسية"، مذكرا أنه "قبل بضعة أسابيع فقط تم إطلاق سراح الصحافي إحسان القاضي، الذي حشدت هذه المؤسسة من أجله الدعم في ماي من العام الماضي"، مضيفا "لا شك أن هذه إشارة إيجابية، ونأمل أن تؤكد طريقة التعامل مع قضية بوعلام صنصال هذا المسار المشجع".