1. الرئيسية 2. تقارير تسجيل حالات فرار في صفوف موالين للبوليساريو من مطار مدريد بعد رفض إسبانيا منحهم اللجوء الصحيفة - بديع الحمداني الأثنين 7 أكتوبر 2024 - 13:13 قالت الصحافة الإسبانية، اليوم الاثنين، إن 3 من الأشخاص الذين كانوا معتصمين في مطار مدريد – باراخاص، تمكنوا من الفرار في غفلة من الشرطة الإسبانية، بعدما لم تستجب السلطات لمطلب حصولهم على اللجوء في البلاد. ووفق المصادر نفسها، فإن الأشخاص الثلاثة الذين كانوا يتواجدون من ضمن مجموعة تضم أكثر من 30 شخصا يحملون جوازات سفر مغربية ويطالبون باللجوء السياسي في إسبانيا بدعوى أن حياتهم مهددة في المغرب جراء مواقفهم الموالية للبوليساريو، تمكنوا (الأشخاص الثلاثة) من استغلال وجود فجوة في المطار وقاموا بالفرار إلى وجهة مجهولة. وأضافت الصحافة الإسبانية، أن الشرطة تعمل في البحث عنهم من أجل إيقافهم وإعادتهم إلى المكان المخصص لتواجد الأشخاص الذين ينتظرون قرارات السلطات الإسبانية، بخصوص منحهم اللجوء أو ترحيلهم إلى المغرب، على اعتبار أنهم يُعتبرون في الوثائق الرسمية مغاربة ويحملون الجنسية المغربية. وتشير التقارير الإعلامية الإسبانية، إلى أن خوف هؤلاء من الترحيل هو الذي دفعهم إلى القيام بعمليات الفرار من المطار، خاصة أن كل المؤشرات تدل على أن مدريد لن توافق على منحهم اللجوء بمبرر مواقفهم السياسية، إضافة إلى أن إسبانيا أصبحت تتعامل مع من يحملون الجوازات المغربية، على أنهم مغاربة وترفض قبول تبنهيم لمواقف الانفصال التي تروج لها جبهة البوليساريو، ولا سيما بعد إعلان إسبانيا دعمها لسيادة المغرب على الصحراء. جدير بالذكر، أن محمد سالم عبد الفتاح، رئيس المرصد الصحراوي للإعلام وحقوق الإنسان، سبق أن صرح مؤخرا ل "الصيحفة" أن رفض إسبانيا قبول طلبات اللجوء للأشخاص القادمين من الأقاليم الجنوبية، هو "توجه جديد للدولة الإسبانية، يُعبر عن تغير في نمط تعاطي إسبانيا بمؤسساتها السيادية مع القضايا المتعلقة بالممكلة، وخاصة قضية الصحراء، وهذا التوجه ينسجم مع الموقف المتقدم لإسبانيا المؤيد للحكم الذاتي". وأضاف عبد الفتاح أن هذا التوجه ينسجم أيضا "مع العلاقاة الوطيدة التي تجمع المغرب وإسبانيا، والشراكات الاستراتيجية الكبرى بينهما، المتعلقة بمختلف الجوانب الاقتصادية والاستثمارية والتجارية والأمنية والعسكرية، خاصة تلك المتعلقة بمكافحة الهجرة والإرهاب وغيرها من القضايا الهامة". وأشار المتحدث ذاته إلى أن هذا التوجه يُعبر أيضا عن "فهم عميق من طرف الإدارة الاسبانية للوضع في أقاليم الصحراء، حيث بدأت الدوائر الإسبانية تتحرر من الدعاية الانفصالية التي للطالما عكف عليها خصوم الوحدة الترابية، التي كانت سابقا تحاول اختراق القرار السيادي الإسباني، من خلال تقاطع أجنداتها مع أجندات مجموعات سياسية ضيقة، من قبيل اليسار الاسباني واليمين المتطرف". واعتبر محمد سالم عبد الفتاح الخبير بقضايا وشؤون الصحراء المغربية، أن صانع القرار الإسباني اليوم "ينتهج مقاربة براغماتية محضة في العلاقة مع المغرب، وهي المقاربة التي تستدعي الاعتراف بالوضع القائم في الصحراء، والوقوف على حقيقة الأوضاع الاقتصادية الاجتماعية والسياسية في الأقاليم الجنوبية، التي تتسم بتحقيق منجز حقوقي وتنموي ملحوظ من خلال المشاريع الكبرى المدرجة في النموذح التنموي التي الذي دشنه عاهل البلاد". كما أن المقاربة الإسبانية البراغماتية، وفق عبد الفتاح، تركز على الفرص الاستثمارية الواعدة في الأقاليم الجنوبية المغربية ضمن المبادرات التي يقودها عاهل البلاد، من قبيل المبادرة الاطلسية، ومشروع أنبوب الغاز مع نيجريا، الأمر الذي يكرس أهمية المغرب بالنسبة لإسبانيا، وهو ما يفسر مواقفها الجديدة التي تتماشى مع المصلحة المشتركة، والمشاريع الثنائية الكبرى، مثل تنظيم مونديال 2030 ومشاريع أخرى.