1. الرئيسية 2. تقارير لماذا لا تستطيع الجزائر استخدام "ورقة الغاز" للضغط على فرنسا في قضية الصحراء المغربية؟ الصحيفة – محمد سعيد أرباط السبت 10 غشت 2024 - 22:23 تُعتبر الجزائر من بين أكبر الدول في العالم المصدرة للنفط والغاز، وقد ازداد وزنها الدولي في هذا المجال منذ اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية، وفرض الغرب عقوبات على صادرات موسكو من الطاقة، مما جعل الجزائر تُصبح من بين أكثر الموردين المستفيدين من توجه أوروبا نحو تعويض صادرات الطاقة الروسية بصادرات من دول أخرى. وحسب تقرير لمنتدى الدول المصدر للغاز GECF، فإن صادرات الجزائر من الغاز نحو بلدان الاتحاد الأوروبي، وعلى رأسها فرنسا، سجلت ارتفاعا هاما في سنة 2023، وقد بلغت حصة الجزائر من مجمل واردات الأوروبيين من الغاز في العام الماضي نسبة 19 بالمائة. ووفق ذات التقرير، فإن فرنسا تُعتبر من أبرز دول الاتحاد الأوروبي التي تستورد الغاز الجزائري، مما يجعل الغاز بمثابة "ورقة رابحة" للجزائر أمام باريس، وهو ما يدفع الكثير من المهتمين بالعلاقات الفرنسية الجزائرية، طرح سؤال، هل يُمكن للجزائر أن تستعمل هذه الورقة لضغط على فرنسا لكي تراجع الأخيرة موقفها الداعم لسيادة المغرب على الصحراء، في ظل الأزمة الدبلوماسية التي نشبت بين الطرفين مؤخرا، وسحب الجزائر سفيرها من باريس؟. في هذا السياق، قال الخبير الاقتصادي، الدكتور عمر الكتاني، في حديث ل"الصحيفة"، إنه من المستبعد أن تقدم الجزائر على خطوات "عقابية" من فرنسا في المجال الاقتصادي، أو اللجوء إلى قطع الغاز على فرنسا، لاعتبارات عديدة، بسبب العلاقات المتشعبة التاريخية والاقتصادية التي تجمع بين فرنسا ومستعمرتها السابقة. وأضاف الكتاني، بأن الاقتصاد الجزائري "غير قوي على المستوى العالمي، ومن مصلحىة الجزائر استمرار صادرتها من الغاز إلى فرنسا، لأن الغاز مادة أساسية في اقتصاد البلاد"، معتبرا أن تهديد الجزائر باتخاذ إجراءات مضادة لباريس، يبقى "مجرد تهديدات". كما أشار الخبير الاقتصادي ذاته إلى أن هناك عوامل أخرى تدفع لاستبعاد إمكانية استعمال الجزائر ورقة الغاز ضد فرنسا، ويتعلق الأمر بارتباط الاقتصاد الجزائري باقتصاد فرنسا وأوروبا عموما، فالجزائر حسب الكتاني لا ترتبط بعلاقات شراكة اقتصادية قوية مع بلدان أخرى، كروسيا والصين وتركيا، من أجل تعويض العلاقات مع الضفة الأوروبية. كما أن فرنسا، وفق نفس المتحدث، يبدو أنها درست "السيناريو الإسباني" وقدّرت حجم الأضرار الممكنة عند توتر العلاقات مع الجزائر، وبناء على ذلك التقييم اتخذت خطوة إعلان دعمها لمغربية الصحراء، لأنها أصبحت تُدرك أن تأثير غضب الجزائر عليها لن يكون ب"حجم أضرار مؤثر". هذا وقالت تقارير إعلامية في نفس السياق، إن الجزائر لا تستطيع استعمال ورقة الغاز للضغط على فرنسا، لأن تداعيات تلك الخطوة، لن تكون مؤثرة اقتصاديا على الجزائر نفسها فقط، بل سيكون لها تداعيات سلبية عليها أيضا، على اعتبار أن تلك الخطوة ستجعلها "شريكا غير موثوق فيه" من طرف الاتحاد الأوروبي ككل، وهو ما لا ترغب فيه الجزائر. وتجدر الإشارة في هذا السياق، بأن الجزائر عندما توترت علاقاتها مع إسبانيا بسبب إقدام مدريد في 2022 على دعم سيادة المغرب على الصحراء عبر مساندة مقترح الحكم الذاتي، لم تقدم على إيقاف امدادات الغاز على إسبانيا، وبالتالي يُتوقع أن يحدث نفس الأمر مع فرنسا حاليا.