1. الرئيسية 2. تقارير قُبيْل تشغيله.. ميناء الناظور الجديد يرفع سقف طموحات الشركات الكبرى في العالم لنقل الحاويات لتخفيف اضطرابات البحر الأحمر الصحيفة - خولة اجعيفري الخميس 4 يوليوز 2024 - 16:00 تعيش التجارة العالمية حالة من الفوضى والارتباك بسبب ارتفاع أسعار الشحن البحري وتكدس السفن في الموانئ ونقص الحاويات الفارغة نتيجة الهجمات التي شنتها جماعة الحوثي اليمنية على سفن في البحر الأحمر دعمًا لقطاع غزة. هذه الأزمة تنذر بمزيد من التأزم، في وقت يرى مراقبون دوليون أن الرهان كبير على ميناء الناظور الجديد في غرب البحر المتوسط، المتوقع اكتماله بحلول نهاية العام الجاري 2024، لتخفيف الازدحام من خلال توفير قدرة نقل إضافية بين المناطق الغربية والشرقية. وتشكو شركات الشحن العملاقة، بما في ذلك مجموعة ميرسك الدنماركية، ثاني أكبر شركة حاويات في العالم، من الازدحام الخانق في موانئ البحر المتوسط والموانئ الآسيوية، مما يسبب تأخيرات كبيرة لرحلاتها. ولم تسيّر ميرسك سوى رحلتين كانتا مقررتهما غربًا من الصين وكوريا الجنوبية في أوائل يوليوز الجاري نتيجة لهذا الازدحام. وليس الأمر مقتصرًا على "ميرسك" فقط، بل يشمل أيضًا شركات كبرى في مجال نقل الحاويات مثل "إم إس سي" و"هاباغ لويد"، التي اضطرت إلى تغيير مسار سفنها من البحر الأحمر واتخاذ طريق أطول عبر رأس الرجاء الصالح في جنوب قارة إفريقيا لأغراض السلامة. ويعتقد خبراء وكالة "فيتش سوليسيون" التابعة لوكالة Fitch للتصنيف الائتماني أن عمليات التحويل المستمرة في البحر الأحمر قد زادت من خطر الازدحام في موانئ غرب البحر الأبيض المتوسط خلال الفترة المتبقية من العام، وأصبحت البضائع المتجهة إلى موانئ شرق البحر الأبيض المتوسط تعتمد بشكل متزايد على خدمات إعادة الشحن في مراكز غرب البحر الأبيض المتوسط. ولإدارة الجداول الزمنية، تقوم شركات الشحن بتفريغ كميات أكبر من البضائع في هذه المراكز الرئيسية، حيث يتم نقل البضائع إلى سفن مختلفة في المرحلة الأخيرة من رحلتها. ومع تجاوز العديد من السفن لقناة السويس واختيارها الطرق حول رأس الرجاء الصالح، زاد الاعتماد على موانئ غرب البحر الأبيض المتوسط، والمغذيات، وخدمات النقل المكوكية. ووفقًا لرشيد الهواري، نائب المدير العام لميناء طنجة المتوسط، فإن الميناء في طريقه لتجاوز طاقته الاسمية البالغة 9 ملايين حاوية نمطية هذا العام، في سياق رفع سقف التوقعات الصعودية على المدى المتوسط لطاقة ميناء طنجة المتوسط. كما ارتفعت معدلات استخدام الموانئ – وهي النسبة المئوية لسعة الميناء المستخدمة في وقت معين – بشكل ملحوظ عبر غرب البحر الأبيض المتوسط في النصف الأول من عام 2024. ويتراوح معدل الاستخدام السليم عمومًا بين 60-70%، مما يسمح بعمليات فعالة مع توفير سعة احتياطية كافية للتعامل مع التقلبات في الطلب دون تأخير كبير أو مشكلات تشغيلية. ووفقًا لمجموعة Rebel Group في منتصف يونيو 2024، وصل ميناء طنجة المتوسط إلى معدل تشغيل فعلي بنسبة 91%، بينما وصل أكبر ميناء في إسبانيا، الجزيرة الخضراء، إلى 82%. برشلونة (66%) وفالنسيا (61%) بمعدلات أكثر اعتدالاً. وتعني هذه المعطيات أن موانئ الحاويات في غرب البحر الأبيض المتوسط بكل من المغرب وإسبانيا تدير حاليًا الازدحام، لكن أزمة البحر الأحمر الطويلة المتوقعة استمرارها حتى عام 2025 ستزيد من الضغط على طاقتها، مما يزيد من مخاطر الازدحام في موانئ الحاويات الرئيسية في غرب البحر الأبيض المتوسط. وقد لاحظت العديد من الشركات المرتبطة بالشحن - بما في ذلك Jefferies وCleaves وBank of America - في الأسابيع الأخيرة أن أزمة البحر الأحمر المستمرة ستستمر حتى النصف الثاني من العام 2025، وهذا يعني أن الرهان الكبير اليوم هو على ميناء الناظور الجديد لتخفيف الازدحام في موانئ غرب البحر الأبيض المتوسط. ويرى خبراء "فيتش" أن ميناء الناظور الجديد سيعمل على تخفيف الازدحام في غرب البحر الأبيض المتوسط من خلال توفير قدرة شحن إضافية بمجرد تشغيله بحلول نهاية عام 2024، مما سيجذب شركات النقل التي تبحث عن بدائل للموانئ المثقلة بالأعباء وتلك المتضررة من إعادة توجيه السفن بسبب أزمة البحر الأحمر. يقع ميناء الناظور غرب البحر الأبيض المتوسط قيد الإنشاء على بعد حوالي 300 كيلومتر غرب مضيق جبل طارق، وسيتضمن محطة حاويات تتسع لثلاثة ملايين حاوية نمطية، والتي ستوفر قدرة إضافية تشتد الحاجة إليها في المنطقة، مما يخفف الضغط على موانئ غرب البحر الأبيض المتوسط الأخرى. بالإضافة إلى ذلك، فإن إنشاء مركز للطاقة (يغطي معالجة وتعبئة وتخزين المواد الهيدروكربونية ومشتقاتها)، والتعامل مع السلع السائبة مثل الفحم، يضع الميناء في موقع استراتيجي. وفي منتصف يونيو 2024، أعلن المغرب عن الاستعدادات لإطلاق مناقصة لإنشاء محطة عائمة للغاز الطبيعي المسال في ميناء الناظور بهدف الإغلاق المالي بحلول عام 2025 وبدء التشغيل في عام 2026. وستتصل المحطة بحقول الغاز المحلية وستستورد 0.5 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي المسال سنويًا. ومع توقع اكتماله بحلول نهاية عام 2024، من المتوقع أن تظهر شركات النقل الكبرى التي تفتقر حاليًا إلى قدرتها النهائية في المنطقة اهتمامًا كبيرًا بامتياز الميناء الجديد نظرًا لقدرته على العمل كمركز بديل وتخفيف الاضطرابات الناجمة عن الأزمة. ومن بين هذه الناقلات شركة كوسكو في البر الرئيسي للصين، والتي كان مركزها في شرق البحر الأبيض المتوسط في بيريوس (اليونان) أحد أكثر المناطق تضررًا من عمليات تحويل السفن. ومن المهم استحضار الخصائص الرئيسية لميناء الناظور غرب المتوسط. إذ يتوفر على سدين، الأول رئيسي يبلغ طوله حوالي 4200 متر، والثاني يبلغ طوله حوالي 1200 متر. أما محطة الحاويات، فبنيتها تمتد على طول الرصيف بمعدل 1520م وعمق 18م (قادرة على التعامل مع أكبر سفن الحاويات) وتغطي مساحة 76 هكتارًا، مع توسعة محتملة لرصيف إضافي بطول 1200 متر بعمق 18 مترًا. والقدرة السنوية لهذا الميناء الجديد، الذي من المرتقب أن تنتهي أشغاله نهاية العام الجاري، تصل إلى 3 ملايين حاوية نمطية، مع إمكانية زيادة القدرة بمقدار 2 مليون حاوية نمطية إضافية. كما يتوفر على محطة الهيدروكربون التي تضم 3 محطات نفطية بعمق 20 مترًا وقدرتها السنوية حوالي 25 مليون طن. فضلاً عن محطة الفحم التي يبلغ طول رصيفها 360م وعمق 20م، وتصل قدرتها السنوية إلى 7 مليون طن. إلى جانب محطة متعددة الأغراض بعمق 11 مترًا، يمكن لهذه المحطة التعامل مع أنواع مختلفة من البضائع التي لا تتطلب مرافق متخصصة، ومعالجة مجموعة واسعة من البضائع، بما في ذلك البضائع السائبة أو بضائع المشاريع أو الحاويات أو المركبات. وتصل قدرتها السنوية إلى حوالي 3 ملايين طن. وتشمل المرافق الأخرى رصيفًا قابلاً للطي/الدحرجة ورصيفًا للخدمة.