بينما تتأكد جاذبية ميناء طنجة المتوسط للمزيد من حركة الحاويات كل يوم على حساب الجزيرة الخضراء في إسبانيا، إذ يستمر ميناء طنجة المتوسط في النمو، فبعد أن تربع كأول ميناء حاويات في حوض البحر الأبيض المتوسط في عام 2020، بإجمالي 5،771،221 حاوية، مما أدى إلى إزاحة أكبر الموانئ في المنطقة، ولا سيما ميناء الجزيرة الخضراء. وسعت طنجة المتوسط هذه الفجوة خلال 2021، مع منافسها المباشر في غرب البحر الأبيض المتوسط ميناء الجزيرة الخضراء، إذ تعامل ميناء طنجة المتوسط مع إجمالي 7،173،870 حاوية، بزيادة قدرها 24٪ مقارنة بعام 2020، في حين كان ميناء الجزيرة الخضراء في نفس الوقت مكتظًا بحركة مرور بلغت 4،796.665 حاوية قياسية ، 6٪ أقل من عام 2020، بحسب أرقام رسمية من الميناء الإسباني. بعبارة أخرى، ارتفع الفارق في الحركة بين المينائين، اللذان وصفتهما الصحافة المتخصصة ب "التوائم"، من 0.6 مليون إلى 2.37 مليون حاوية، مما يعزز القيادة الإقليمية لميناء طنجة المتوسط. ولا يخفي مسؤولو ميناء الجزيرة الخضراء الأندلسي تخوفهم من ضغط تنافسي أكبر منذ افتتاح محطة Tanger Med TC3 في يناير 2021 ، والتي تم تكليف إدارة Tanger Alliance التي تديرها الشركة المغربية "مرسى المغرب" بإدارتها. و Eurogate / Contship ، التي انضمت إليها فيما بعد Hapag-Lloyd بحصة 10٪. ستستمر هيمنة طنجة المتوسط على المضيق، ففي نونبر 2021، أعلنتAPM Terminals ، وهي شركة تابعة لشركة الشحن الدنماركية العملاقةMaersk ، عن استثمار بقيمة 400 مليون دولار في التوسيعة 4 (TC4) Tanger Med 2، مما زاد من طول الرصيف من 1200 إلى 2000 متر حاليًا، في حين ستزيد طاقته بمقدار 2 مليون حاوية، لتصل إلى 5 ملايين إجمالاً. ويؤكد هذا الاستثمار الاستراتيجي رغبة شركة "ميرسك" في جعل طنجة المتوسط مركزها اللوجستي الكبير في البحر الأبيض المتوسط. وبحسب مصادر مطلعة، فإن قرار شركة "ميرسك" للاستثمار في TC4 بميناء طنجة المتوسط 2 من شأنه أن يؤدي إلى نقل الحركة من ميناء الجزيرة الخضراء إلى ميناء طنجة المتوسط الأكثر قدرة على المنافسة، بحسب الموقع الاسباني "لارازون". وحسب متتبعين اقتصاديين، فإن مجمع ميناء طنجة المتوسط يسير على الطريق الصحيح لترسيخ مكانته كمركز رئيسي لتحالفات الشحن العالمية الرئيسية، بقيادة Maersk Line و CMA CGM و Hapag Lloyd. وذلك للمزايا التي يوفرها ميناء طنجة المتوسط، بشبكة نقل بري عالية الجودة، ووجود يد عاملة ذات مهارات عالية، وأجور منخفضة وتشريعات مناسبة.