كما كانت تتوقع سلطات ميناء الجزيرة الخضراء الإسباني أن المستقبل سيكون مليء بالإخفاقات خاصة في ظل وجود ميناء عملاق اسمه "طنجة ميد"، وهكذا أصبح ميناء "الخزيرات" كما ينعته المغاربة، أكثر عن مضمار المنافسة مع نظيره المغربي ميناء طنجة المتوسطي مستقبلا، وذلك انطلاقا من نشاطهما التجاري المسجل سنة 2021 والذي رفع الفارق في نشاط الحاويات بينهما إلى أكثر من مليوني حاوية، وأيضا بفعل افتتاح الشطر الثاني من الميناء والذي يضم محطتين جديدتين، في الوقت الذي يتوقع فيه الإسبان أن يتحول إلى أهم مركز دولي لتحالفات أنشطة الشحن التجاري بحوض البحر الأبيض المتوسط. ووفق معطيات إدارة الميناء الإسباني، فإنها سجلت حركة مرور تجارية للحاويات بلغت تقريبا 4 ملايين و797 ألف وحدة سنة 2021 ما يعني أنها سجلت تراجعا في هذا النشاط بنسبة 6 في المائة مقارنة بسنة 2020، بينما سجل منافسها المغربي المباشر حوالي 7 ملايين و174 ألف حاوية بزيادة وصلت إلى 24 في المائة، ما يعني أن الفارق بين الميناءين ارتفع من 600 ألف حاوية حاوية إلى مليونين و370 ألفا، على الرغم من كونهما يوصفان ب"الميناءين التوأمين" بسبب قربهما الجغرافي وموقعهما غرب المتوسط. ونقلت صحيفة "لاراثون" الإسبانية عن إدارة ميناء الجزيرة الخضراء، الذي يعد المركز التاريخي لعمليات إعادة الشحن في البلد الإيبيري باحتكاره 85 في المائة من إجمالي التدفقات التجارية، أن "الضغوط" على هذا الأخير أصبحت أكبر منذ افتتاح محطة الحاويات الثالثة Tanger Med TC3 في يناير من العام الماضي بميناء طنجة المتوسطي الثاني، وأصبحت "الهيمنة" المغربية أكبر في نونبر الماضي مع إعلان شركة APM Terminals تشغيل المحطة الرابعة Tanger Med TC4.