قبل نحو عقدين، كشفت الأممالمتحدة أن رقم المعاملات الذي تسجله تجارة المخدرات القائمة على نبتة "القنب الهندي" بالمغرب يساوي 15 مليار دولار، وكان هذا الرقم هو الأعلى من نوعه على الإطلاق، ولمعرفة حجمه يكفي أن نقول إنه يعادل الآن 10 في المائة من الناتج الداخلي الخام الذي سجلته المملكة سنة 2023. الأمر إذا يتعلق بمورد اقتصادي كبير يتم توجيهه نحو السبُل الخاطئة، التي لا يستفيد منها سوى أباطرة المخدرات الذين بنوا ثروات ضخمة من تهريب "الحشيش"، رأسُ جبل الجليد منها يظهر في المغرب على شكل مباني فارهة ومشاريع ضخمة، لكن جُلها يتجه نحو الخارج، وخصوصا جنوب إسبانيا، حيث يعيش هؤلاء في نعيم بنوه من شقاء المزارعين البُؤساء بالعديد من أقاليم شمال المملكة. لقد انتبهت الدولة، وإن متأخرة بعقود، لثروة طبيعية يمكن أن تضخ في اقتصادها سنويا ملايير الدولارات من العملة الصعبة، لذلك لم تجد بُدا من مواجهة "لوبي" تقنين زراعة القنب الهندي، وتدخل في مسار تشريعي مليء الأشواك انتهى إلى تقنين زراعة هذه النبتة واستغلالها لأغراض صناعية وطبية وتجميلية، ثم انتقلت بسرعة إلى بناء نموذج اقتصادي يفتح الباب مستقبلا لتصدير تلك المواد إلى الخارج، وسيُمكن المزارعين من مدخول أعلى ومن نشاط شرعي ومستدام. وفي عدد شهر يوليوز 2024 من "الصحيفة"، اخترنا الوقوف على المسار الطويل للصراع حول "الذهب الأخضر"، في محاولة للتعرف على ما ضاع من عائدات وفوائد على المملكة في زمن سطوة تجار المخدرات والإصرار على "اللاتقنين"، وفي مسعى للوصول إلى خلاصات موضوعية بخصوص مستقبل الإنتاج الشرعي للقنب الهندي. وفي الشأن الاقتصادي، نقف على وضع الاستثمارات الأجنبية في المغرب، في زمن الحكومة التي يقودها رجل الأعمال عزيز أخنوش، على ضوء تقرير الأممالمتحدة للتجارة والتنمية الخاص بسنة 2023، والذي أبان عن تراجعها إلى ما دون 1,1 مليار درهم، وهو الرقم الأدنى منذ 19 عاما. وضمن العدد نفسه، قراءةٌ في حظوظ مدينة مراكش لتتحول إلى قبلة لأثرياء العالم، في زمن مغارة المليونيات لدول مثل روسيا والصين وبريطانيا، باحثين عن ملاذات جديدة، كما نتوقف عند العرض السياحي الذي تقدمه مدينة الداخلة الساحلية في قلب الصحراء المغربية. وفي الرياضة، نحاول التعرف على المحطات التي وصلت إليها قطارات التشييد وإعادة التأهيل، التي انطلقت في أوراش الملاعب المغربية الموزعة على 6 مدن، استعدادا لاحتضان كأس العالم 2030، والتي ستُكلف ملايير الدراهم.