1. الرئيسية 2. تقارير تقارير: انحسار نفوذ فرنسا في دول منطقة الساحل بإفريقيا يدفع باريس إلى إعادة حساباتها مع الرباط الصحيفة - محمد سعيد أرباط الأحد 18 فبراير 2024 - 15:12 بدأت فرنسا مساعي رسمية وعلنية لإصلاح علاقاتها مع المملكة المغربية، بعدما صرح وزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورني في الأيام الماضية، بأنه تلقى طلبا من الرئيس إيمانويل ماكرون من أجل العمل "بشكل شخصي" على تحقيق فصل جديد في العلاقات الثنائية بين البلدين يكون مبنيا على التقارب. وقالت تقارير إعلامية فرنسية ودولية، إن هذا التصريح من سيجورني يُمكن اعتباره أولى الخطوات الرسمية والقوية من طرف باريس لطي صفحة جميع خلافاتها مع المغرب، وهي الخلافات التي دامت لأكثر من سنتين، بسبب الموقف "الغامض" لباريس من قضية الصحراء المغربية. وتتزامن هذه الخطوة، حسب نفس المصادر، مع تسجيل انحسار كبير في النفوذ الفرنسي في إفريقيا، وخاصة في دول منطقة الساحل، على إثر الانقلابات التي حدثت في دول مثل النيجرومالي، وكلها انقلابات تأسست على الرغبة في إنهاء التواجد الفرنسي بالمنطقة، في الوقت الذي نجح المغرب في تحقيق تقارب سياسي واقتصادي مع تلك البلدان. وأشارت التقارير ذاتها، أن هذه العوامل المرتبطة بتراجع نفوذ فرنسا في إفريقيا مقابل تعميق المغرب لشراكاته في القارة، تلعب دورا مهما في مراجعة باريس لحساباتها مع الرباط، تفاديا للمزيد من "الخسائر الاستراتيجية" في القارة السمراء. ولم يُخف هذا الأمر، سفير فرنسا في المغرب، كريستوف لوكورتييه، خلال مداخلة له يوم الجمعة الأخير بمدينة الدارالبيضاء في لقاء حول العلاقات الفرنسية المغربية بكلية العلوم القانونية، حيث أكد على أن المغرب تمكن من إقامة علاقات مميزة مع البلدان الإفريقية، وخاصة دول الساحل وغرب إفريقيا. وانطلاقا من هذا المعطى، قال السفير الفرنسي، بأن باريس يُمكنها أن تعمل سوية مع الرباط لتحقيق "التضامن والمصير المشترك أمام منافسيهما"، خاصة أن المغرب يحظى بعلاقات مستقرة مع بلدان إفريقيا ويُنظر إليه من قبل الرأي العام بشكل أفضل في منطقة الساحل. وتجدر الإشارة في هذا السياق، أن فرنسا كانت قد واجهت منافسة قوية في إفريقيا في السنوات الأخيرة، من طرف دول كروسيا والصين، كما أن صورتها تضررت بشكل كبير لدى الرأي العام الإفريقي، وهو ما جعل العديد من المحتجين والمتظاهرين في بلدان إفريقية عديدة يطالبون بإنهاء تواجدها، وهو ما حدث في ماليوالنيجر وبوركينا فاسو وغيرها من البلدان. ويبدو وفق قراءات التقارير الإعلامية الدولية، أن رغبة فرنسا في ترميم علاقاتها مع المغرب، تدخل في إطار محاولات وقف انحسار نفوذها في القارة الإفريقية، والعودة من جديد إلى الواجهة عبر بوابة المغرب، أو على الأقل عدم خسارة العلاقات مع بلد إفريقي هام في المنطقة، ألا هو المملكة المغربية.