1. الرئيسية 2. المغرب منتدى "ميدايز" يتحول إلى منصة للدفاع عن العدوان الإسرائيلي على غزة.. ومحتجون يطالبون الضيوف باحترام موقف المغرب الذي عبر عنه الملك الصحيفة من طنجة السبت 18 نونبر 2023 - 17:45 تحولت قاعة ندوات ملتقى "ميدايز" الذي تحتضنه مدينة طنجة في نسخته ال15، إلى فضاء للاحتجاج بعد استضافة المنظمين لشخصيات أبدت انحيازا واضحا لإسرائيل، وأعلنت، من على منصة الندوة، دعمها للعمليات العسكرية التي يُنفذها جيشها على قطاع غزة، والتي أدت إلى سقوط الآلاف من المدنيين، باعتبارها "دفاعا عن النفس" ضد هجمات "حركة حماس". ومرر مشاركون في إحدى الندوات، خصوصا منهم الذين يمثلون فرنسا والولايات المتحدةالأمريكية، الخطاب الإسرائيلي الذي يصنف حركة "حماس" كمنظمة "إرهابية"، والذي يدافع بضراوة عن إسرائيل باعتبارها "ضحية لعمليات إرهابية"، ومضوا أبعد من ذلك حين دافعوا عن القصف الإسرائيلي على قطاع غزة الذي استهدف المستشفيات والتجمعات السكنية المدنية، متسببا في سقوط الآلاف من القتلى. واستغرب الحاضرون، في تفاعلهم مع ما دار خلال جلسة النقاش من مداخلات، "الانحياز التام" للرواية الإسرائيلية، دون استحضار لما تقوم به إسرائيل، في ظل حكومة بنيامين نتنياهو، من أعمال عسكرية تستهدف المدنيين، وقبل ذلك سياساتها الاستيطانية التي التهمت أجزاء واسعة من أراضي الضفة الغربية، مذكرين بأن الموقف الرسمي المغربي يعتبر أن ما يجري في غزة "يمثل عدوانا". وانتقد أحد المتدخلين غياب الموضوعية عن النقاش، من خلال الحديث عن "وحش حماس ووحش فلاديمير بوتين"، دون استحضار "وحش نتنياهو"، مضيفا "لو كانت الحرب بدأت بالفعل يوم 8 أكتوبر ولو كانت إسرائيل دولة سلمية لا يقوم بأعمال استيطانية، سنكون جميعا متفقين بخصوص أن حماس قامت بعمل إرهابي، لكن طيلة سنة 2023 لم تتوقف إسرائيل عن نشر مستوطناتها في الضفة الغربية، لماذا لم تذكروا ذلك، كما لم تذكروا أن الإسرائيليين استهدفوا المصلين في المسجد الأقصى". وعلق الفرنسي باسكال لامي، المدير السابق لمنظمة التجارة الدولية والمفوض الأوروبي السابق للتجار، على تلك المداخلات بالحديث عن أن اجتياح روسيا لأوكرانيا "حقيقة"، كما أن "هجوم حماس على إسرائيل حقيقة"، مشددا على حق إسرائيل، باعتبارها "دولة"، وأوكرانيا في "الدفاع عن نفسيهما"، وهو ما رآه "لا يخرج عن الموضوعية"، بغض النظر عن الموقف من حكومة نتنياهو. لكن التعقيب الذي أثار الغضب، كان هو الصادر عن الدبلوماسي الأمريكي، مارك إيلينبوغن، مستشار السياسة الخارجية في الحملة الرئاسية لجو بايدن، والذي تحدث بمنطقٍ متعالٍ مخاطبا أحد المتدهلين بالقول "هل ارتديت سابقا البذلة العسكرية المغربية أو أي بذلة عسكرية؟" على اعتبار أنه لن يستوعب المواقف المطروحة الداعمة لإسرائيل إلا إذا "أدى الخدمة العسكرية". وأثار هذا التعقيب احتجاجات العشرات من الحاضرين في القاعة، الذين ذكروه بأنه عليه احترام المغرب، البلد الذي يحتضن المنتدى، ما دفع مسير الجلسة إلى انهائها على وقع الاحتجاجات، التي تذكر المنظمين بأن ما يدور في المنصة يخالف التوجه الرسمي للمملكة. وظل الحاضرون داخل القاعة يرددون عبارات ساخطة ضد المشاركين وضد معهد "أماديوس" المنظم للمنتدى، الذي يرأسه إبراهيم الفاسي الفهري، نجل المستشار الملكي ووزير الخارجية السابق الطيب الفاسي الفهري، مذكرين بالموقف الذي عبر عنه الملك محمد السادس، والذي يدين الهجمات الإسرائيلية على المدنيين في قطاع غزة. وكانت رسالة العاهل المغربي، الموجهة إلى المشاركين في القمة العربية الإسلامية غير العادية التي عُقدت بالعاصمة السعودية الرياض قبل أسبوع، قد أدانت الهجمات الإسرائيلية، معتبرة أنه "رغم ارتفاع بعض أصوات الحكمة الداعية إلى خفض التصعيد والتهدئة، لا زالت المدافع والصواريخ الإسرائيلية تستهدف المدنيين العزل، من أطفال ونساء وشيوخ، ولم تترك دار عبادة أو مستشفى أو مخيما إلا ودمرته كليا أو جزئيا".