1. الرئيسية 2. آراء هل يدير المغرب والسعودية قطاع غزة؟ سمير شوقي الأحد 12 نونبر 2023 - 23:24 غريب أمر الأمريكان والأوروبيين، في الوقت الذي تخرج ملايين المواطنين من هذه الدول للتنديد بجرائم الكيان الصهيوني، حكومات وإعلام الغرب تبرر هذه الجرائم، وتبحث عن مخرج لإسرائيل بعد "إنهاء المهمة". فبعد 36 يوم من الغارات والدمار و قتل الأطفال والنساء وسياسة الأرض المحروقة، مازالت المقاومة صامدة أمام إحدى أعثى القوى دماراً في العالم مسنودة بخبراء ومستشارين أمريكان. وبعد أن كان رئيس الفصل العنصري بنيامين نتنياهو يؤكد أن لا خيار لحكومته سوى القضاء التام على حماس ثم إنقاذ الرهائن والبقاء في غزة، عاد ليقول بأن إمكانية التفاوض قائمة على أساس مبدأ وقف إطلاق النار بعد الإفراج على كل الرهائن! و هو ما رفضته المقاومة جملةً وتفصيلاً لأنه ببساطة يعني انتحار أعضائها. رئيس الكيان الصهيوني كان يعتقد أن "المهمة" ستنجز بعد بضعة أيام وأن قواته ستدخل لغزة في نزهة، لِدى كان يصر على إدارة القطاع بعد اكتساحه والقضاء على حماس. ولما تبين له أن الأمر ليس بهذه السهولة وأن إسرائيل ستتورط وتتعرض لخسائر جسيمة بغزة مما يُنذر بانقلاب الرأي العام على حكومته، سارع بعض الساسة من الغرب وبعض قنواتهم الإعلامية ليفتوا في بعض الحلول التي تبين بالملموس بأنهم منفصلون تماماً على واقع الشرق الأوسط، وتاريخه. فعلى بلاطوهات BBC الإنجليزية وLCI الفرنسية ردد بعض المحللين والسياسيين ما أسموها حلولاً اعتبروها مخرجاً لإسرائيل من فخ غزة، وذلك بتسليم إدارتها لقوة عربية مشتركة مشكلة من السعودية باعتبارها "القوة الإسلامية المرجعية"، كما أطلقوا عليها، بمعية المغرب ومصر والإمارات والأردن والبحرين، كائتلاف "الدول المطبعة" حسب توصيفهم. وزادوا في هذيانهم أن ذلك قد يأخذ عدة سنوات في انتظار إعادة إعمار القطاع و"ضمان أمن إسرائيل". وهذه الجملة الأخيرة في الواقع هي المُراد. فالغرب يريد لهذه الدول العربية مجتمعة أن تلعب دور الشرطي الذي يحمي إسرائيل، تماماً كما تفعل السلطة الوطنية الفلسطينية التي أصبحت برئاسة محمود عباس بالكامل في خدمة إسرائيل، تُعنف المحتجين ضد الإحتلال و سجن المقاومين منهم، وتسلم أحياناً لإسرائيل فدائيون مطلوبون من الكيان الصهيوني. الغربُ فعلاً منفصلاً عن واقعنا ولا يعرف خصوصياتنا العربية ولا ارتباطنا بالقضية. فلا يمكن لأي دولة عربية أن تقبل بأي مسمى بالمهمة القذرة التي يقترحها عليه الغرب، ولو باحتشام لحد الآن لأنه مازال في مرحلة جس النبض. الحل واحد ووحيد، هو حل الدولتين وتفكيك المستوطنات والرجوع لواقع الأرض الذي كان سائداً قبل 5 أكتوبر 1967، ما عدا ذلك، لن تنعم إسرائيل بالسلام أبداً، ولن تسطيع أن تبني اقتصاداً مستداماً ولا صناعة سياحية، لأنه بدون سلام لا حياة عادية في الأفق.