1. الرئيسية 2. سياسة أحيت علاقاتها مع جبهة "البوليساريو" على يد رئيسها.. هل تلعب أنغولا على الحبلين في قضية الصحراء؟ الصحيفة – حمزة المتيوي السبت 11 نونبر 2023 - 12:02 عاد الغموض ليلف موقف جمهورية أنغولا من ملف الصحراء، إذ بعد 4 أشهر فقط من إعلانها بشكل رسمي عن "تأييدها لحل سياسي قائم على التوافق"، في إشارة إلى ابتعادها عن دائرة الدول الداعمة للطرح الانفصالي، عادت للتواصل مباشرة مع جبهة "البوليساريو" وأصبح رئيسها مانويل جواو لورينسو يستقبل منها الرسائل والمبعوثين. وأعلنت الجبهة الانفصالية، يوم أمس الجمعة، أن زعيمها إبراهيم غالي بعث رسالة إلى الرئيس الأنغولي بمناسبة الذكرى الثامنة والأربعين لاستقلال بلاده، وأوردت أنه "أشاد بالموقف الثابت والدائم الذي تقدمه أنغولا للشعب الصحراوي وقضيته العادلة"، مشيرا إلى ما وصفها "الروابط التاريخية والأخوية المتينة التي تجمع الشعبين الشقيقين". وقبل ذلك بأيام استقبل الرئيس الأنغولي، محمد سالم ولد السالك، التي يحمل صفة "الوزير المستشار المكلف بالشؤون الدبلوماسية" من طرف البوليساريو، والمبعوث الشخصي لزعيم الجبهة، وذلك بالقصر الجمهوري بالعاصمة لواندا، وخلال هذا اللقاء كان مرفوقا بحمدي الخليل ميارة، سفير الجبهة لدى أنغولا، كما حضر اللقاء أيضا وزير الخارجية الأنغولي أنطونيو تيتي. وتيتي، هو نفسه الذي وقع بيانا مشتركا مع وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، يوم 11 يوليوز الماضي، في ختام أشغال الدورة الثالثة للجنة التعاون المشتركة المغربية الأنغولية بالرباط، معلنا أن بلاده "تشجع جهود الأمين العام للأمم المتحدة ومبعوثه الشخصي، ستافان دي ميستورا، لإيجاد حل سياسي عادل، دائم، مقبول لدى الأطراف، وقائم على التوافق". وفي إشارة إلى تجميد لواندا دعمها للطرح الانفصالي، أعلن الوزيران "التزامهما الراسخ بمبادئ القانون والشرعية الدولية واحترام سيادة الدول ووحدتها الترابية"، وهي خطوة مثلت انتصارا دبلوماسيا كبيرا للرباط، على اعتبار أن أنغولا ظلت لعقود من أكبر الداعمين لجبهة البوليساريو داخل الأممالمتحدة والاتحاد الإفريقي. وحمدي خليل ميارة، الذي كان مشاركا في استقبال الرئيس الأنغولي، عُين سفيرا ل"البوليساريو" في لواندا بتاريخ 17 أبريل الماضي، في حين كانت أنغولا قد عينت، في بداية 2022، لأول مرة، من وصفته بسفيرها لدى "الجمهورية الصحراوية"، والكائن مكتبه على الأراضي الجزائرية، كما أن زعيم الجبهة إبراهيم غالي، شارك في شتنبر من السنة نفسها في مراسيم تنصيب الرئيس جواو لورينسو. يشار إلى أن أنغولا تعاني بدورها من الصراع مع الانفصاليين، وتحديدا مع "جبهة تحرير كابيندا"، المنطقة التي تقارب مساحتها 7.300 كيلومتر مربع بتعداد سكان يبلغ 300 ألف نسمة، وهو حيز جغرافي يقع خارج باقي الأراضي الأنغولية، بين جمهورية الكونغو الديمقراطية والكونغو برازافيل، وتطالب الحركة المسلحة ب"الاستقلال" على اعتبار أنها تمثل دولة قائمة منذ السبعينات.