1. الرئيسية 2. المغرب أمزازي يدعو الحكومة إلى العمل على منع الهجرة القروية وتعزيز الرأس المال البشري والثروة المحلية في المناطق التي ضربها زلزال الحوز الصحيفة - خولة اجعيفري الأربعاء 27 شتنبر 2023 - 23:26 دعا سعيد أمزازي، وزير التربية الوطنية والتعليم العالي الأسبق، الحكومة إلى العمل على تحويل محنة الزلزال إلى منحة مثمرة، تقوم على تعزيز رأس المال البشري، من خلال مكافحة الهدر المدرسي وتعزيز المرأة الريفية، وخلق ثروة محلية تحول دون حدوث نزوح للسكان المتضررين صوب المدن. أمزازي، الذي ترأس الجلسة الإفتتاحية للنسخة الثانية للمناظرة الإفريقية للحد من المخاطر الصحية، تحت شعار "الصحة في إفريقيا: الماء، البيئة والأمن الغذائي"، والتي تحتضنها مراكش في الفترة الممتدة ما بين 27 إلى 29 شتنبر الجاري، قال إن الزلزال مناسبة لاستنباط دروس مهمة والخروج بتوصيات أهم من شأنها أن تكون نمرعية في تدبير الأزمات والكوارث الطبيعية. ولم يفُت المسؤول الحكومي السابق، فرصة الإشارة إلى المعدن الأصيل الذي أبان عنه المغاربة قاطبة منذ الساعات الأولى لحدوث الفاجعة، مؤكدا أن هذه الكارثة بقدر ما "تسببت في تهدم جدراننا، بقدر ما كشفت قبل كل شيء عن الصلابة المذهلة لنوع من الأساس غير تلك التي تقوم عليها المنازل، ألا وهي قيمنا الإنسانية والإيثار والوطنية والكرم، والتي كانت موضع إشادة في جميع أنحاء العالم." وأضاف أمزازي، لقد "تمكن المغاربة من إعطاء الصورة التي كانوا عليها دائما، شعب موحد، متحد بحزم حول ملكه، وقادر على إعطاء العالم أجمع درسا بارعا في التربية المدنية والكرم.." مضيفا، اليوم، لقد أصبح 300 ألف شخص بلا مأوى، وتضرر حوالي 60 ألف منزل ودمر ثلثها، ومحيت قرى بأكملها من الخريطة. كارثة إنسانية تؤثر على ما يقرب من 100 ألف طفل وفقا لليونيسيف بينما أبلغت وزارة التربية الوطنية عن تضرر 530 مدرسة و 55 مدرسة داخلية،كما عانت العديد من المعالم التاريخية، جواهر السياحة المحلية، من هزات هذا الزلزال، فقد دمرت أو تعرضت لأضرار بالغة من بينها مخازن الحبوب القروية والقصور والمساجد، بما فيها مسجد تينمل، الذي يعود تاريخه إلى القرن الثاني عشر، رمز الدولة الموحدية، والذي تم ترميمه بالكامل وكان على وشك إدراجه في قائمة اليونسكو، واليوم، أصبح كومة من الحجارة". وأفاد رئيس المناظرة أن الملك محمد السادس أعطى أوامره لتعبئة جميع الجهود والمصالح من جيش ووقاية مدنية وغيرها لإنقاذ الساكنة عبر التدخل السريع والمنسق، مشيرا إلى العمل الذي تم على مستوى توفير المساعدات بهذه المناطق غير الولوجة، إذ تم اللجوء الى استعمال المروحيات. وأورد أمزازي، أن السلطات أخذت بعين الاعتبار لحظمة تدخلها لمسألة انتشار الأوبئة وقت الكوارث، لافتا إلى أن التعليمات الملكية من خلال ثلاث جلسات عمل شددت على الاعتناء بالمتضررين عبر توفير المبيت والغداء، والاهتمام بالجانب النفسي، إضافة إلى إعلان الحداد الوطني والتكفل بالأطفال اليتامى وتوفير الدعم للتلاميذ وإنشاء مخيمات بالمناطق المتضررة ومواكبة نفسية التلاميذ. وبخصوص إعادة الإعمار وتوفير المنازل للضحايا، لفت أمزازي، إلى أن الملك أعطى أوامره لإنشاء لجنة تسهر على العملية مع التركيز على إعادة بناء المنازل وفق دفتر تحملات واحترام المعايير التقنية والهندسية واستحضار الخصوصية الثقافية، موضحا أن البناء ينبغي أن يكون بجودة عالية، مشددا على أن إعادة الإعمار لا يمكن القيام بها دون استشارة الناس واحترام خصوصياتهم وقيمهم الأمازيغية، واستخدام المواد المحلية واليد العاملة المحلية. وشدّد رئيس المناظرة الأولى، على أنه بات من المهم الآن التأكيد على "فرص خلق الثروة المحلية لتجنب أي نزوح للسكان المتضررين، وكذلك من أجل إخراجهم من هشاشة وضعهم واستعادة كرامتهم التي أهدرتها هذه الكارثة الطبيعية." وبحسب الوزير السابق، فإنه سيكون من الضروري أيضاً تعزيز رأس المال البشري المحلي، من خلال مكافحة الهدر المدرسي وتعزيز دور المرأة القروية، التي تشكل العناصر الأساسية لأي ديناميكية للتنمية الاقتصادية. وزاد المتحدث بالقول: "إن المغاربة، مسترشدين بحدسهم، قد أظهروا للعالم ببراعة حقيقة تلك الحكمة القائلة: لا يمكننا مساعدة الجميع ولكن كل شخص يمكنه مساعدة شخص ما". موردا: "لأنه في الساعات الأولى التي أعقبت الزلزال، تجمعت مئات القوافل الممتلئة بالأغذية والملابس والبطانيات في مناطق الكارثة، مما أدى إلى حدوث اختناقات مرورية، وقد كرّس المتطوعون من جميع مناحي الحياة، ومن جميع الخلفيات الاجتماعية ومن جميع الأعمار، أنفسهم ليلًا ونهارًا لخدمة الضحايا، وتشكلت طوابير لا نهاية لها أمام مراكز نقل الدم للتبرع بالدم. الصور المؤثرة التي انتشرت حول العالم، كما توجه الملك محمد السادس شخصيا إلى سرير الجرحى، للاستفسار مباشرة عن الرعاية المقدمة لهم، والتبرع بدمه تضامنا مع الضحايا". وأشار المتحدث، إلى أنه تم إطلاق موجة أخرى من التضامن، وهي هذه الموجة الدولية، "وأرسلت العديد من الدول الشقيقة والصديقة فرقها ومواردها لمساعدة رجال الإنقاذ المحليين، كما تدفق الدعم المالي من العديد من الدول والمنظمات الدولية، وأعلن البنك الدولي وصندوق النقد الدولي للتو أن الزلزال لن يمنع انعقاد اجتماعاتهما السنوية في مراكش في الأيام المقبلة، فيما حييا صمود المغرب في مواجهة هذه المأساة، وهذا الاجتماع نفسه الذي يجمعنا اليوم قد تم الحفاظ عليه بالفعل بإرادة الجميع". ونبّه أمزازي، إلى أن الطريق إلى إعادة الإعمار "سيكون طويلًا وشاقًا، نعم سيكون هناك بلا شك العديد من التحديات التي يجب التغلب عليها، لكن لا شيء يمكن أن يظلم أفق وأمل أمة يستطيع شعبها إظهار الكثير من الإنسانية والثبات. والتكافل، تحت القيادة المستنيرة للملك محمد السادس، سيتمكن المغرب من البقاء على طريق الصمود ومواجهة التجارب والتحديات بما يتميز به من قوة وحكمة وإصرار".