1. الرئيسية 2. آراء نشرة الأسبوع.. طقس حار وقضايا ساخنة برعلا زكريا السبت 29 أبريل 2023 - 12:31 تزامنا مع إضافة ساعة إلى التوقيت القانوني، تشهد ربوع المملكة خلال الأسبوع الجاري، موجة حر تنذر بصيف مبكر، فهل أدى التلاعب بالساعة إلى عطب بآلة الزمن، مما عجل بوصول فصل الصيف على غير العادة ! أم أن الأمر لا يكاد يكون سوى صدفة، تضيف ضغط الرطوبة والحر إلى ضغط تغيير التوقيت، لتزيد من المتاعب النفسية للمغاربة، مع العلم أن الحالة الذهنية عموما ليست في أفضل الأحوال، بسبب ضغط آخر وهو ارتفاع الأسعار. جدير بالذكر، أن الحرارة المفرطة تحصد أرواحا بطريقة غير مباشرة كل سنة، فالصيف يستقطب ضيوفا غير مرحب بهم، كالأفاعي والعقارب، والتي لا زالت لدغاتها تقتل في بعض المناطق البعيدة عن المراكز الصحية وغرف الإنعاش، وإن سلمت من لدغة العقرب فلن تفلت من سم عقارب الساعة المضافة وتأثيرها النفسي المؤكد حسب عدد من الدراسات. ومنذ يومين بمدينة القنيطرة، أغوى الطقس الحار تلميذا يبلغ من العمر ستة عشر عاما بالسباحة في نهر سبو، وهو ما تسبب في غرقه مخلفا وراءه أما مكلومة، حيث لا يزال البحث جاريا عن جثته لحدود كتابة هذه الأسطر. تداعيات ارتفاع الحرارة لا تتوقف عند هذا الحد، بل تنذر بأزمة شح المياه في بعض ثغور البلاد، في الاتجاهات الأربع، خصوصا وأننا نشهد سنوات جفاف متتالية وقاسية، جعلت حقينة السدود تنخفض لمستويات غير مسبوقة، مما يضعف مدخراتنا من إكسير الحياة، ويهدد بعطش العباد والدواب والأنعام، وحصاد قبل الأوان، وانخفاض كميات الحبوب المحصلة أو انعدامها أحيانا. حتى المدن ليست بمأمن، حيث يضعف صبيب الصنابير، مع تحديد فترات تزويدها بالماء. يشار كذلك إلى أن موجة الحر زادت من متاعب المياومين، والعاملين تحت لهيب الشمس، وتلاميذ المدارس، الذين يعبرون المسافات الطويلة، ذهابا وإيابا، خصوصا بالمداشر والقرى، كما أنها تؤثر سلبا على التحصيل المعرفي، وإلا ما كان العالم يتفق على تعطيل الدراسة في فصل الصيف ! حرارة من نوع آخر يعرفها هذا الأسبوع، تتعلق بارتفاع كبير في أسعار الدجاج، وهو الأمر الذي خلف استياء عارما لدى المواطن البسيط، الذي تتقلص أمامه الاختيارات في مصادر الغذاء، بسبب الغلاء. فلا اللحوم الحمراء في متناوله، ولا البيضاء، ولا الأسماك ! ماذا بقي له؟ هل يصبح مجبرا على اتباع نظام غذائي نباتي؟ أم سيضطر للبحث عن مصادر مبتكرة للبروتين، كأكل الحشرات على غرار الأسياويين ! السخونة تكتسح كذلك فضاء "الفيسبوك"، الذي صار يشغل حيزا مهما من حياة البشر، ويمثل إعلاما بديلا لا تفوته صغيرة ولا كبيرة، سواء في السياسة أو كافة الأحداث اليومية، مع إمكانيات عديدة للتعبير وإبداء الرأي، من خلال خاصية "اللايف" أو التقاسم، أو التعليق، أو "اللايك". هذا الإعلام الجديد يخلف جدلا كبيرا بين مؤيد ومعارض، فريق يرى فيه مسخا وإسفافا، وتنقيصا من علم الصحافة الذي له أسسه وأصوله، والفريق الآخر يرى أن الأهم هو مواكبة الأحداث والدفاع عن مصالح المواطن، وفضح الفساد عوض التطبيل والتهليل. وبين هذا وذاك يبقى للمواطن حرية اختيار ما يشفي غليله، ويجيب عن بعض تساؤلاته، وتظل شركات الاتصالات هي الرابح الأكبر في تداولات العالم الرقمي. حدث آخر غير مألوف شهده هذا الأسبوع، يتعلق الأمر بمتابعة وزير سابق وبرلماني بمعية آخرين في حالة اعتقال، مع أن قضايا عديدة تعرض على القضاء بتهم مماثلة، إلا أن الجديد هو أن تطال العدالة مسؤولين كبار، بعض التدوينات على مواقع التواصل ترى في هذا الأمر استجابة لغضب شعبي، والبعض الآخر يتفاءل بعهد جديد، يكون فيه الجميع سواسية أمام القانون، مع تفعيل مبدأ ربط المسؤولية بالمحاسبة. وبين الرأي والرأي الآخر، فقط قادم الأيام من سترجح الكفة، وكما يقول إخواننا المصريون " يا خبر بفلوس، بكرى يبقى ببلاش".