1. الرئيسية 2. لهيب الصحراء لهيب الصحراء - انتفاضة الجزار [ 32 ] محمد الساحلي الخميس 20 أبريل 2023 - 21:01 رواية لهيب الصحراء هي حكاية عن مقاتل داعشي يراجع أفكاره خلال عملية بين ليبيا والمغرب حين يكتشف فساد أفكار داعش، وتحكم بعض الأنظمة العربية فيها. خلال رحلة أبي حفص عبر صحراء ليبيا، متوقفا في مخيمات تيندوف في الجزائر، يكتشف العلاقات السرية بين أمير داعش في ليبيا والمخابرات الجزائرية. يجد أبو حفص نفسه في مواجهة التناقضات التي يرزح تحتها الفكر الداعشي، وكيف أن القادة يصطادون الشباب مستغلين لحظات ضعفهم الإنسانية لملئ رؤوسهم بأفكار متطرفة وفاسدة. حين يقرر أبو حفص التخلي عن العملية والهروب من سجن أفكار داعش، يجد أمامه ضابطا من المخابرات الجزائرية لهما معا تاريخ مشترك، وعندها تبدأ المواجهة، ويشتعل اللهيب في الصحراء. [ 32 ] وجه العقيد حسن المسدس إلى رأسه وبقي متجمدا. كان عقله خاليا تماما من الأفكار، وحتى إرادة سحب الزناد لم تجد إليه سبيلا. انطلق أزيز خافت من جيبه ثم ارتفع الرنين. مد العقيد حسن يسراه إلى جيبه وأخرج الهاتف. نظر إليه بلا مبالاة ثم رماه وصوب إليه المسدس وأطلق الرصاصة. استقرت الرصاصة بعيدا عن الهاتف الذي واصل رنينه. أطلق العقيد حسن ضحكة عالية جاءته من العدم وأتبعها بقهقهات متواصلة قبل أن يمد يده يأخذ الهاتف ليستقبل المكالمة. "تبا لك حسن، لم لا تجيب؟" جاء صوت الضابط عبد العزيز عبر الهاتف وتجاهل العقيد حسن نبرة الغضب لدى مخاطبه ورد بهدوء ساخر ما كان ليحصل عليه في الظروف العادية. "لا شيء مهم. فقط الانشغال بقيادة ستة من الخرفان إلى الذبح." "انسَ الأمر. أبو حفص هرب." "عليكم اللعنة. أليس بمقدوركم منع رجل واحد من الهرب؟ كيف تريدون إذًا ارغام المغرب على تسليمكم جزءًا من أرضه؟" "كف عن غرورك الزائف. لولاك أنت ما كنا لنعاني هذه المشكلة؟" "الآن صرت أنا السبب في اخفاقكم؟" "اسمع. هرب أبو حفص مع العقيد رشيد، والممرضة ايزابيل. يبدو أنها عميلة للمغرب. فجروا جميع السيارات، لم تعد لدينا وسيلة للحاق بهم." "تبا." "لا شك أنهم الآن في اتجاههم نحو منطقة المحبس[1] عند الجدار العازل." أقفل العقيد حسن الهاتف وطوحه بعيدا. تدفق الغضب في عروقه وأحس بعودة الروح إلى جسده. لديه الآن مهمة يقوم بها. ركب السيارة واستدار عازما على اللحاق بالهاربين قبل تجاوز الجدار الدفاعي المغربي. [1] جماعة قروية مغربية تابعة لإقليم آسا الزاك في الجنوب عند الحدود مع الجزائر.