1. الرئيسية 2. لهيب الصحراء لهيب الصحراء - استسلام الجزار [ 30 ] محمد الساحلي الثلاثاء 18 أبريل 2023 - 17:20 رواية لهيب الصحراء هي حكاية عن مقاتل داعشي يراجع أفكاره خلال عملية بين ليبيا والمغرب حين يكتشف فساد أفكار داعش، وتحكم بعض الأنظمة العربية فيها. خلال رحلة أبي حفص عبر صحراء ليبيا، متوقفا في مخيمات تيندوف في الجزائر، يكتشف العلاقات السرية بين أمير داعش في ليبيا والمخابرات الجزائرية. يجد أبو حفص نفسه في مواجهة التناقضات التي يرزح تحتها الفكر الداعشي، وكيف أن القادة يصطادون الشباب مستغلين لحظات ضعفهم الإنسانية لملئ رؤوسهم بأفكار متطرفة وفاسدة. حين يقرر أبو حفص التخلي عن العملية والهروب من سجن أفكار داعش، يجد أمامه ضابطا من المخابرات الجزائرية لهما معا تاريخ مشترك، وعندها تبدأ المواجهة، ويشتعل اللهيب في الصحراء. [ 30 ] استكان جسد العقيد حسن وسكنت ملامح وجهه علامات الذهول. لفحت الشمس عنقه ونضح وجهه بالعرق، لكنه بقي في جلسته متجمدا. يديه بين ساقيه وظهره منحن حتى تكاد جبهته تلامس ركبتيه. توقف الزمن وصمتت الرياح واستكانت الصحراء. أحس بنفسه معلقا في العدم، وأطبق عليه الظلام من كل جانب. لم يعد يعرف ماذا يفعل هنا وما الهدف من وجوده. "حبيبي." باغته في سكونه الصوت الرقيق الذي افتقده منذ سنوات، وأحس على كتفه بلمستها الحانية. استدار حسن بلهفة لكنه لم ير أحدا خلفه. اختفت ملامح السعادة بسرعة من وجهه وعاد اليأس مصحوبا بالإحباط. أحنى رأسه وعاد يديره في طريقه نحو حجره فرأها أمامه معلقة في العدم. زوجته أحلام. "ألا تشتاقني حبيبي؟" ومدت إليه كفها. "تعالى حبيبي. إنني أنتظرك." لمعت عيناه بالدموع ومد ذراعه محاولا النهوض. "بني." جاء من خلفه الصوت الذي كان قابعا في أعماق ذاكرته. التفت حسن وهو يقف على قدميه. رأى بعيدا شبحا يقترب بهدوء. "كم أنا فخور بك يا بني." اقترب منه والده ومد ذراعيه ليحضنه. "الوطن بحاجة إليك. لا تستسلم بني." فتح حسن ذراعيه ليحتضن والده. اقترب منه وأطبق بذراعيه على الفراغ. فتح العقيد حسن عينيه على الصحراء أمامه، انهار على ركبتيه مجددا وترك دموعه تنهار وهو يكرر بشكل متواصل وبصوت مبحوح. "لم أعد أستطع. لا أستطيع المواصلة. تعبت." ثم التفت إلى المسدس بجانبه فحمله وألصق الفوهة بصدغه.