1. الرئيسية 2. المغرب وساطة واستغلال للمنصب الحكومي.. وزير الثقافة والشباب المهدي بنسعيد يَتدخل لدى السفارة الفرنسية لضمان حصول مُغنية شابة على التأشيرة الصحيفة من الرباط السبت 14 يناير 2023 - 9:00 تدخل وزير الثقافة والشباب والتواصل، المهدي بن سعيد، لدى السفارة الفرنسية بالرباط، من أجل الحصول على التأشيرة لفائدة المغنية المغربية منال بنشليخة وزوجها، بعد أن قوبل طلبهما بالرفض قبل أيام، وهو الأمر الذي يُثر علامات استفهام كثيرة بخصوص استغلال الوزير لنفوذه في قضية يفترض أنها شخصية ولا تستدعي أي نوع من أنواع التدخل الحكومي. وحتى قبل أن تخمد نار فضيحة امتحان الأهلية الخاصة بالولوج إلى مهنة المحاماة، التي تورط فيها وزير العدل عبد اللطيف وهبي، بدأت تظهر مؤشرات فضيحة جديدة للوزير لبن سعيد، المنتمي بدوره إلى حزب الأصالة والمعاصرة، وذلك بعدما قالت منال عبر حسابها في إنستغرام، إنها تقدم الشكر لوزير الثقافة على مبادرته، مضيفة "بفضله المشكلة تم حلها وتوصلنا بتأشيرتنا". وقالت منال إن السفارة الفرنسية اعتذرت لها ولزوجها، وأضافت أنها تتمنى أن يتم حل هذه "المشاكل الصغيرة" مستقبلا بشكل نهائي من أجل جميع المواطنين المغاربة الذين يريدون الدخول إلى فضاء شنغن، علما أن المغنية المغربية تحدثت في فيديو نشرته سابقا على مواقع التواصل الاجتماعي، عن رفض ملفها وملف زوجها بسبب عدم وجود سيولة في حسابهم البنكي. تدوينة المغنية المغربية منال بنشليخة عن تدخل الوزير بنسعيد لصالحها لدى السفارة الفرنسية قبل أن تحذفها في وقت سابق وأوقع بن سعيد نفسه في مشكلة جديدة، كما سبق له أن تورط مع مغني الراب "الشباب"طوطو"، حيث تثير هذه القضية شبهات الوساطة واستغلال النفوذ في قضية يُفترض أنها شخصية تهم منال وزوجها، في حين يفرض تدخل الوزارة بهذه الطريقة المباشرة أن تتعامل بالمنطق نفسه مع العديد من المواطنين الذين رُفضت طلباتهم رغم أنهم في حاجة للسفر لأغراض شديدة الأهمية، مثل العلاج أو الدراسة. ويُخالف تدخل بن سعيد أيضا التوجه الرسمي للدولة، حيث إن وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، سبق أن أكد أن قضية التأشيرات "سيادية" وتهم البلد الذي يُسلمها، وقال، في دجنبر الماضي إن المغرب يحترم الأمور السيادية لجميع الدول، وهو يفرض التأشيرة على 130 دولة في حين تفرض 140 دولة التأشيرة على مواطنيه، مشددا فقط على أنها ليست وسيلة للابتزاز. وسبق لوزير الثقافة أن وضع نفسه في حرج كبير وطالته انتقادات واسعة، وذلك حين دافع عن مغني الراب "إلغراندي طوطو"، الذي تباهى خلال ندوة صحفية بتعاطي المخدرات، وحينها صنف بن سعيد الأمر في خانة "أخطاء الشباب"، قائلا "إذا لم يخطئ الشباب في سن العشرين أو الثالثة والعشرين، فمتى سيخطؤون؟"، معتبرا أن الأمر "مجرد زلة لسان وأمر طبيعي". ولا يوجد ما يُشير إلى أن رفض سفارة باريس منح التأشيرة لمنال زوجها، راجع إلى استمرار الأزمة مع المغرب، ففي منتصف دجنبر الماضي أعلنت وزيرة الخارجية الفرنسية، كاثرين كولونا، من الرباط، عن إلغاء القرار الذي اتخذته الحكومة الفرنسية سنة 2021 بتقليص التأشيرات المسلمة للمواطنين المغاربة بنسبة 50 في المائة، معلنة عن عودة النشاط القنصلي بين البلدين إلى وضعه الطبيعي. وخلال ندوة جمعتها بوزير الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، أكدت كولونا أن المغرب وفرنسا قررا اتخاذ الإجراءات الضرورية لإعادة الوضع الطبيعي بخصوص قضية التأشيرات، مبرزة أن قرار إعادة النشاط القنصلي العادي على أن تشرع السلطات الإدارية عملها كما في السابق.