لازالت وزيرة الإسكان الإسبانية السابقة، ماريا أنطونيا تروخيو، تواصل إثارة الجدل و"الإزعاج" في إسبانيا بسبب تصريحاتها الداعمة لمطالب المغرب باسترجاع سبتة ومليلية والجزر المحتلة التي تخضع للسيادة الإسبانية في الوقت الحالي، الشيء الذي دفع بعدد من المسؤولين الإسبان للخروج بتصريحات ترد على تروخيو، آخرهم وزير الخارجية الإسباني، خوسي مانويل ألباريس. وقال وزير الخارجية الإسباني في تصريح اليوم الجمعة في مدينة اشبيلية، وفق ما أوردته "أوربا بريس"، ردا على تصريحات تروخيو، بأن "سبتة ومليلية هما إسبانيتين، نقطة"، معتبرا أن الحدود الدولية لإسبانيا "لا شك فيها"، في إشارة إلى أن سبتة ومليلية تدخلان ضمن الحدود الدولية لإسبانيا، وبالتالي لا يجب مناقشة هذا الموضوع. وجاء هذا الرد من ألباريس، بعدما أكدت المسؤولة الإسبانية السابقة في تصريحات إعلامية في الأيام الأخيرة، بأن مطالب المغرب حول سبتة ومليلية وباقي الجزر المحتلة، هي مطالب شرعية، معتبرة أن انتماء أراض مرتبطة بالحدود الجغرافية للمغرب إلى إسبانيا، هو إهانة للمملكة المغربية، وأن هذا الأمر يقف في وجه تكوين علاقات صداقة قوية بين الرباط ومدريد. وكانت تروخيو قد أثارت جدلا كبيرا في الشهر الماضي، عندما أطلقت نفس التصريحات خلال مشاركتها في ندوة بجامعة عبد المالك السعدي بمرتيل، وطالبت بلدها باسترجاع المدينتين المحتلتين إلى المغرب على اعتبار أنهما من مخلفات الاستعمار الذي مضى. واعتبر تروخيو أن بداية متانة العلاقات بين الرباط ومدريد ينطلق من تصفية الاستعمار المرتبط بسبتة ومليلية، مشيرة أن التاريخ والجغرافيا يؤكدان على أن المنطقتين هما تابعتين للمغرب وليس لإسبانيا، وعدم تصفية هذا الملف سيجعل العلاقات المغربية الإسبانية دائما مهددة بالأزمات. وتُعتبر تروخيو من أشد الداعمين لمغربية سبتة ومليلية، مما أثار رفضا كبيرا لدى الطبقة السياسية في إسبانيا، خاصىة في سبتة ومليلية، حيث رُفعت مطالب بإعلان هذه المسؤولة الإسبانية "شخصا غير مرغوب فيه" داخل تراب المدينتين. وتشكل تصريحات تروخيو إزعاجا كبيرا لمدريد لتزامن هذه التصريحات مع مساعي إسبانيا لتصفية استعمار جبل طارق من بريطانيا بهدف استرجاع الجبل إلى السيادة الإسبانية، هو ما يجعل إسبانيا في موقف متناقض بالنظر إلى تطابق ملف جبل طارق مع ملف سبتة ومليلية.