تحدثت وزيرة الخارجية الإسبانية السابقة، أرانشا غونزاليز لايا، في حوار مع صحيفة "إلبيريوديكو"، عن طبيعة العلاقات التي ترغبها لمدريد مع جيرانها، خاصة مع المغرب والجزائر وحتى موريتانيا، بعد أزمة دبلوماسية حادة كانت قد واجهتها إسبانيا مع المغرب، والأزمة الحالية القائمة مع الجزائر، ومشاكل أخرى متعلقة بالوضع في الساحل. وقالت أرانشا غونزالي لايا في جوابها عن تغيير مدريد موقفها من قضية الصحراء، وهو التغيير الذي أنهى الأزمة مع الرباط وبدأ أزمة أخرى مع الجزائر، أنها ترغب في "أن تحافظ إسبانيا على علاقات جيدة مع المغرب والجزائروموريتانيا". وأضافت أرانشا في هذا السياق، "لقد عملت شخصيا على إنهاء مشكل الصحراء بما يتوافق مع قرارات الأممالمتحدة والقانون الدولي. وحاليا فإن المبعوث الأممي للصحراء هو الوحيد الكفيل بإيجاد حل دائم بين جميع الأطراف المعنية". وتحدثت أرانشا غونزاليز لايا عن الوضع في الساحل، وهو الوضع غير المستقر، داعية الحكومة الإسبانية إلى تنويع مساعدتها، ليس في المجال الأمني فقط، بل يجب أن يشمل ذلك مجال الاقتصاد والتنمية، إضافة إلى مكافحة الإرهاب والتغير المناخي. هذا، ويرى الكثير من المتتبعين للقضايا الإقليمية وطبيعة العلاقات بين إسبانيا وجيرانها في الجنوب، أن وزيرة الخارجية الإسبانية السابقة، أرانشا غونزاليز لايا، تتحمل الكثير من مسؤولية الأوضاع الحالية في علاقات مدريد بكل من الرباطوالجزائر بالخصوص، بسبب وقوفها وراء "الدخول السري" لزعيم جبهة "البوليساريو"، إبراهيم غالي، إلى التراب الإسباني. وتسبب هذا الدخول، في حدوث أزمة دبلوماسية حادة العام الماضي بين الرباطومدريد، وقد دامت الأزمة عدة شهور، ليؤدي ذلك إلى حدوث تغيير حكومي في إسبانيا تم من خلاله إقالة أرانشا غونزاليز من منصبها وتعويضها بوزير الخارجية خوسي مانويل ألباريس، ثم إعلان مدريد دعمها لمبادرة الحكم الذاتي المغربية لحل نزاع الصحراء. غير أن هذا التغيير في موقف مدريد، لم يُعجب الجزائر الداعمة الرئيسية لجبهة "البوليساريو"، وأحد أطراف نزاع الصحراء، حيث قررت على إثر ذلك في مارس الماضي، قطع علاقاتها الدبلوماسية مع إسبانيا وتعليق العمل باتفاقية الصداقة والتعاون الثنائية. ولازالت العلاقات بين إسبانيا والجزائر، لم تعرف أي تقدم إيجابي، حيث سحبت الجزائر سفيرها من مدريد ولازال المنصب شاغرا إلى اليوم مع مرور أكثر من نصف عام على اندلاع الأزمة الثنائية.