اتهم ناصر بوريطة، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، اتهامات مباشرة إلى إيران بتسليح الجماعات المتطرفة والكيانات الانفصالية داخل المنطقة العربية، بما في ذلك تسليمها الطائرات المسيرة عن بعد "الدرونز"، معتبرا أن جبهة "البوليساريو" وميليشياتها هي إحدى المجموعات التي تستغلها إيران لتقويض الأمن والسلم بالمنطقة. وخلال لقائه بنظيره اليمني، أحمد عوض بن مبارك، اليوم الاثنين بالرباط، قال بوريطة إن اليمن مجال للتدخل الإيراني عبر ميليشيات الحوثيين، وهو تدخل "نراه في مجموعة من الدول العربية على غرار قصف إقليم كردستان العراق الذي يندد به المغرب والذي خلف ضحايا من المدنيين، كما تابعنا تدخلات في مجموعة من الدول الأخرى، سواء مباشرة أو عبر جماعات إرهابية ومسلحة، وعلى المجتمع الدولي أن يُحمل إيران مسؤوليتها في ما يحدث"، وفق تعبيره. وأورد وزير الخارجية المغربي أن مسألة الفاعلين غير الحكوميين المسلحين أصبحت ظاهرة تشكل خطرا على الأمن والسلم الإقليميين والدوليين، معتبرا أن حصول هؤلاء الفاعلين على أسلحة وعلى تقنيات متطورة، خطير جدا، ويجب على الدول التي تمكنهم من هذه الأسلحة أن تتحمل مسؤوليتها الكاملة، بما في ذلك حصولهم على الطائرات المسيرة عن بعد الذي يشكل خطرا كبيرا على الأمن والسلم. وأضاف بوريطة أن هؤلاء الفاعلين غير الحكوميين لا مسؤولية قانونية لهم، وليسوا أطرافا في اتفاقيات نزع السلاح ولا في اتفاقيات استخدام الأسلحة، عكس الحكومات الرسمية، وبالتالي من عليه أن يتحمل المسؤولية أمام المجتمع الدولي هي الدول التي تسلمهم هذه الأسلحة، وإيران لا يمكنها أن تستمر في استغلال هذا الفراغ وأن تستمر في تقويض الأمن والاستقرار في المنطقة العربية. وتابع المسؤول الحكومي المغربي "نرى ذلك في اليمن وفي منطقة الشام ونراه أيضا في منطقة شمال إفريقيا، والمغرب يعاني كذلك من هذا التدخل لهذا لجنة الجامعة العربية المُكلفة بالحد من التدخل الإيراني كانت واضحة، فإيران الآن هي الراعي الرسمي للانفصال والإرهاب في منطقتنا العربية، وللأسف يتم ذلك ببعض التواطؤات، ولا يمكن إلا أن نعرب عن تضامننا مع اليمن الشقيق في ما يعانيه من تدخل وأن نشجب بكل قوة التدخل الإيراني في الشؤون الداخلية العربية". وكان وزير الخارجية وشؤون المغتربين بالجمهورية اليمنية، أحمد عوض بن مبارك، قد جدد التأكيد على موقف بلاده الثابت الداعم لمغربية الصحراء، وقال خلال ندوة مشتركة مع بوريطة، عقب مباحثاتهما "إننا نجدد موقف اليمن الثابت الذي عبرنا عنه مرارا، والذي يشكل موقفا أصيلا لليمن تجاه الوحدة الترابية للمملكة المغربية ولمغربية الصحراء". وشدد الوزير اليمني على أن أي حل للنزاع المفتعل حول الصحراء "لا يمكن أن يكون إلا في إطار سيادة المملكة المغربية ووحدتها الترابية"، مشيرا إلى أن الأمر يتعلق ب"موقف أصيل لليمن، ونحن نقف مع أشقائنا بالمغرب في هذه المسألة"، وذلك في إطار مفهوم التضامن العربي وما تقره مواثيق الجامعة العربية والمواثيق الدولية.