قال وزير الخارجية الإسباني، خوسي مانويل ألباريس، في تصريح لصحافة بلاده، على أنه تم الاتفاق مع المغرب من أجل الشروع في تنظيم حركة تنقل البضائع عبر المعابر البرية الحدودية بكل من سبتة ومليلية خلال شهر يناير المقبل. وأضاف ألباريس، وفق صحيفة إلموندو الإسبانية، أن هذا الموضوع ناقشه خلال لقاء جمعه بوزير الخارجية المغربي، ناصر بوريطة، على هامش فعاليات الدورة ال77 للجمعية العام للأمم المتحدة بنيويورك الأمريكية، التي جرت خلال اليومين الماضيين. وأشار الوزير الإسباني في ذات السياق، أن البلدين يُنسقان أيضا بشأن عقد اللقاء الرفيع المستوى بين الطرفين الذي لم ينعقد منذ سنة 2015، وتأجل عدة مرات بسبب العديد من الأزمات الثنائية، آخر الأزمة الدبلوماسية المتعلقة بقبول مدريد باستقبال زعيم جبهة "البوليساريو" الانفصالية التي أدت إلى قطيعة دمت سنة كاملة. وعلى صعيد آخر، أشار وزير الخارجية الإسباني بمتانة العلاقات بين المغرب وإسبانيا والتزام الطرفين بالاتفاقيات التي تم الخروج بها خلال الزيارة التي قام بها رئيس الحكومة الإسبانية إلى العاصمة الرباط في أبريل الماضي ولقاءه بالملك محمد السادس عند انتهاء الأزمة الدبلوماسية. ومن جانبه، أكد وزيرالخارجية المغربي ناصر بوريطة، أن المغرب، وبتعليمات من الملك محمد السادس، يتعامل مع إسبانيا "كشريك وحليف موثوق"، مبرزا أن البلدين سيشتغلان بروح إيجابية وطموح، حتى تكون هذه العلاقات الثنائية مشهودا لها بالقوة. وأوضح بوريطة، في تصريح للصحافة عقب مباحثات أجراها مع نظيره الإسباني، خوسي مانويل ألباريس، أن "تعليمات الملك واضحة: المغرب يتعامل مع إسبانيا كشريك وحليف موثوق وسنشتغل بروح إيجابية لتنفيذ كل الالتزامات وبطموح حدده الملك ورئيس الحكومة الاسبانية، حتى تكون هذه العلاقات مشهودا لها بالقوة". وتابع بالقول "سنحقق نتائج جد إيجابية في المستقبل"، مسجلا أن العلاقات بين الرباطومدريد، كما أكد على ذلك الملك، دخلت في مرحلة جديدة وغير مسبوقة، قائمة على الاحترام المتبادل والطموح القوي، فضلا عن تنفيذ الالتزامات المشتركة لخدمة مصالح البلدين ولخدمة الأمن والاستقرار الإقليمي. وأشار الوزير، كذلك، إلى أن المباحثات مع نظيره الإسباني شكلت فرصة للاطلاع على ما تحقق بموجب البيان المشترك الذي تم اعتماده عقب المباحثات التي أجراها الملك محمد السادس مع رئيس الحكومة الإسبانية، بيدرو سانشيث، والاستقبال الذي خصه به الملك في أبريل الماضي. وقال بوريطة، في هذا الإطار، "وجدنا أن العديد من الأمور المتضمنة في هذا البيان قد تحققت"، مضيفا أن فرق العمل اجتمعت أربع مرات ويرتقب أن تعقد اجتماعين آخرين الشهر المقبل. وأبرز بوريطة، من جانب آخر، دينامية تبادل الزيارات بين وزراء البلدين، تتمحور حول عدد من القطاعات الاستراتيجية. وأشار، في هذا الصدد، إلى أن الجانبين اتفقا على عقد اللجنة العليا المشتركة قبل متم السنة الجارية، مسجلا أن هذا الاجتماع سيشكل مرحلة هامة ضمن دينامية العلاقات المغربية الإسبانية.