عاد الهدوء، الأحد، إلى العاصمة الصوماليةمقديشو بعد 26 ساعة من مواجهات مع عناصر حركة "الشباب" تحصنوا في مبنى فندق "حياة" بعد تفجيره بعربة مفخخة. وقال مصدر في الشرطة للأناضول إنه "منذ صباح الأحد لم تواجه القوات الخاصة أي إطلاق النار من مبنى الفندق". وأضاف المصدر الذي طلب عدم الكشف عن اسمه كونه غير مخول بالتصريح للإعلام :"توقفت التفجيرات التي كانت تحدث بين حين وآخر ما يعني أن العملية قد شارفت على الانتهاء". وزاد: "القوات الحكومة تعمل على التأكد من خلو مبنى الفندق من أي مخاطر، تحسبا لوجود متفجرات تركها المسلحون، قبل السماح للإعلاميين بتصوير الموقع". وفي سياق متصل، قالت مصادر إعلامية وطبية، الأحد، إنه "تم انتشال 9 جثث جديدة من تحت أنقاض الفندق ما يرفع عدد القتلى في الهجوم إلى 30 شخصا". والجمعة، تبنّت حركة الشباب عملية بسيارة مفخخة نفذتها عند فندق "حياة" الذي يرتاده مدنيون ومسؤولون حكوميون، أعقبتها مواجهات عنيفة بين القوات الحكومية وعناصر من مقاتلي "الشباب" اقتحمت الفندق وتحصنت فيه. وقوبل الهجوم الانتحاري الذي شهدته العاصمة مقديشو بإدانات دولية واسعة، حيث أدانت تركيا بشدة الهجوم الإرهابي الشنيع، مشيرة إلى أنها "تلقت ببالغ الحزن نبأ مقتل وإصابة العديد من الأشخاص في الهجوم". وقدّمت السفارة الأمريكية في مقديشو تعازيها لأسر الضحايا كما تعهدت بمواصلة دعم الصومال ومحاسبة القتلة، بينما أكدت السفارة البريطانية في مقديشو وقوفها إلى جانب الصومال "في مواجهة الذين يسعون إلى تدمير ما تم تحقيقه". والسبت، أدان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، بشدة الهجوم الإرهابي على فندق "حياة" في مقديشو، مؤكدا تضامن المنظمة الدولية مع الصومال حكومة وشعبا في حربه ضد الإرهاب. كما أعربت القوات الأفريقية "أتميس" عن تضامنها مع الحكومة الفدرالية الصومالية لمواصلة القتال المشترك ضد الإرهابيين. ويخوض الصومال حربا منذ سنوات ضد "الشباب"، التي تأسست مطلع 2004، وهي حركة مسلحة تتبع فكريا لتنظيم "القاعدة"، وتبنت عمليات إرهابية عديدة أودت بحياة المئات.