تستعد الجزائر لاستقبال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي من المنتظر أن يحط الرحال بالجزائر العاصمة يوم الخميس 25 غشت الجاري، في زيارة رسمية من المقرر أن تدوم يومين، سيتباحث فيها البلدان عدد من القضايا، أبرزها الطاقة والقضايا الإقليمية في ليبيا ومالي. وذكرت عدد من التقارير الفرنسية، أن هذه الزيارة من المرتقب أن تفتح صفحة جديدة في العلاقات بين فرنساوالجزائر، بعد توتر ديبلوماسي حاد شهداه البلدان العام الماضي، جراء تصريحات لماكرون كانت قد أثارت غضب الجزائريين والرئاسة الجزائرية، عندما قال بأن الجزائر قامت بعد استقلالها سنة 1962 على نظام "ريع الذاكرة" الذي كرسه "النظام السياسي - العسكري" فيها، وأضاف بأن ذلك النظام هو الذي أعاد كتابة التاريخ الاستعماري الفرنسي للبلاد، بمرجعية نابعة من "الكراهية لفرنسا". وكانت الجزائر قد قامت على إثر ذلك بسحب سفيرها من باريس، وأصدرت قرارا يمنع الطائرات الفرنسية من التحليق فوق أجوائها، قبل أن تتراجع عن قراراتها بشكل تدريجي، وقامت مؤخرا بتعيين سفير جديد لها في فرنسا في إطار تهدئة العلاقات مع فرنسا. وقالت تقارير إعلامية فرنسية، أن الرئيس الفرنسي خلال زيارته إلى الجزائر سيناقش عدد من القضايا الهامة مع نظيره عبد المجيد تبون، من بينها الطاقة في ظل الأزمة التي تعيشها أوروبا بسبب نقص إمدادات الغاز الروسي، وظهور الجزائر كأحد البدلاء في ميدان الطاقة العالمي. وحسب ذات المصادر، فإن أجندة الرئيس الفرنسي لهذه الزيارة، تشمل أيضا الوضع في ليبيا ومالي وسبل التعاون مع الجزائر في مجال محاربة الإرهاب، وسبل إيجاد حلول للوضع المتأزم في ليبيا في ظل انسداد آفاق التوصل إلى حلول مرضية لجميع الأطراف. وتحمل الزيارة أيضا أهدافا وأبعادا أخرى، وفق العديد من المتتبعين، خاصة في ظل العلاقات الجزائرية المتوترة مع البلدان المجاورة، وعلى رأسها المغرب وإسبانيا، حيث تسعى الجزائر إلى خلق التوازن في المنطقة من خلال تدعيم وتمتين علاقاتها مع باريس، مستغلة البرود في العلاقات بين الحكومة الفرنسية بقيادة ماكرون والمغرب. كما يُتوقع أن تستغل الجزائر هذه الزيارة للرفع من علاقاتها في مجال الطاقة مع فرنسا على غرار ما فعلت مع إيطاليا، في خطوة تحمل في طياتها إشارات مبطنة إلى إسبانيا التي أصبحت العلاقات الثنائية معها متأزمة بسبب موقف مدريد الداعم لمغربية الصحراء تحت إطار الحكم الذاتي التي تُقدمه الرباط كحل لصراع الصحراء. وفي هذا السياق، تجدر الإشارة إلى أن العلاقات المغربية الإسبانية تعيش واحدة من أفضل الفترات بعد تغيير مدريد موقفها من قضية الصحراء لصالح المغرب، واستئناف العلاقات الثنائية بين البلدين وتعزيزها في مختلف المجالات، في الوقت الذي تعرف العلاقات المغربية والإسبانية تُجاه الجزائر شبه قطيعة.