أكملت شركة "أمانديس" المفوض لها تدبير قطاع الماء والكهرباء والتطهير السائل بمجموعة من مدن وأقاليم شمال المغرب، أشغال مشروع ضخم يتمثل في إزالة التلوث بالساحل الأطلسي جنوبطنجة، حيث قامت تم الشروع مؤخراً في تشغيل نظام نقل مياه الصرف الصحي من مدينة أصيلة نحو محطة معالجة المياه العادمة "بوخالف". وتأتي هذه الخطوة إطار مشروع إزالة التلوث بالساحل الأطلسي جنوبطنجة، حيث قامت "أمانديس" بإنجاز أشغال نظام نقل مياه الصرف الصحي من مدينة أصيلة نحو محطة معالجة المياه العادمة بوخالف، ومن أجل تنفيذ هذا المشروع، تم توسيع محطة معالجة المياه العادمة بمنطقة بوخالف في طنجة، بسعة إضافية تبلغ 32000 متر مكعب في اليوم، أي أكثر من 3 أضعاف السعة السابقة، لتصل إلى قدرة إجمالية تبلغ 42800 متر مكعب في اليوم. ن طذنجة ويتم حالياً تجميع مياه الصرف الصحي بمدينة أصيلة التي كان يتم تصريفها في البحر خلف حي للا رحمة، والتي تقدر ب 5000 متر مكعب في اليوم، وتحويلها باستخدام نظام التحويل هذا إلى محطة التصفية بوخالف، وسيؤدي هذا المشروع إلى تحسين جودة مياه الاستحمام وتعزيز الواجهة الساحلية وزيادة الجاذبية السياحية لمدينة أصيلة ومحور أصيلة -طنجة الساحلي. ويهدف هذا المشروع، إلى تحسين جودة الحياة لفائدة ساكنة مدينة أصيلة المقدر عددها ب50 ألف نسمة، إلى جانب سكان جماعة أقواس بريش و7 دواوير تابعة لجماعة حجر النحل، والحفاظ على الصحة العمومية والقضاء على الروائح الكريهة والمزعجة الناتجة عن تصريف المياه العادمة الخام. ويتكون المشروع من 3 محطات، هي محطة لالة رحمة بسعة 109 لترات في الثانية، ومحطة واد غريفة بسعة 250 لترا في الثانية، ومحطة تهدارت بسعة 285 لترا في الثانية، ويشمل أيضا تقوية وتدعيم خمس محطات ضخ قائمة هي محطة الضخ المرسى بسعة 114 لترا في الثانية، محطة جيلمار بسعة 117 لترا في الثانية، ومحطة قطار ديار بسعة 160 لترا في الثانية، ومحطة السبيطة بسعة 180 لترا في الثانية، وأخيرا محطة ابن بطوطة بسعة 200 لتر في الثانية. ويشمل المشروع أيضا مد 23 كيلومتر من القنوات بأقطار تتراوح بين DN 400 ملمتر وDN 800 ملمتر، إلى جانب بناء حوالي 1,1 كلم من الأنفاق، كما يتضمن عبور 3 وديان بتقنية الحفر الموجه، واستغرق الانتهاء من هذا العمل ما يقرب من 36 شهرا، وحسب "أمانديس" فقد تم تنفيذه بفضل التعبئة الشاملة لكافة الطراف المعنية المتدخلة بدعم خاص من قبل السلطات، وبلغت تكلفته الإجمالية 117 مليون درهم، واستدعت "أمانديس" حوالي عشرين شركة متخصصة من أجل القيام بدراسات ومساعدة تقنية ومعمارية، ومد القنوات والحفر وإنشاء الأنفاق، وبناء وتجهيز محطات الضخ، كما تم إجراء دراسات الأثر البيئي لهذه الأخيرة. وبخصوص خصوصية المشروع، يشمل نظام نقل المياه من الساحل الجنوبيأصيلة- طنجة إلى محطة معالجة المياه العادمة بوخالف عدة خصائص، منها أساساً تحقيق عبور الأودية وتحديدا واد الحلو وواد غريفة وتهادرت، بتقنية الحفر الموجه، مع وجود منسوب المياه الجوفية والأرض الرملية التي تطلبت استخدام دعامات صفائحية لحماية وتثبيت الخنادق بالنسبة للقنوات، وإنشاء محطتي ضخ تهادرت وغريفة باستعمال ما يعرف بتقنية القطع، إلى جانب استعمال الأنابيب من البولي إيثيلين عالي الكثافة والبولي كلورور الفينيل، بشكل حصري، وتجنب الأنابيب الخرسانية لكونها معرضة للتحلل بفعل التفاعلات الكيميائية مع غاز كبريتيد الهيدروجين. وواجهت الأشغال عدة معيقات، من بينها القيود التقنية المتعلقة بوجود الماء والعوائق الجيوتقنية التي تطلبت تغيير خيار الممر المحتفظ به كحل أساسي لمتغير أنابيب HDPE DN 800 المموجة من خلال تنفيذ ذلك عن طريق الحماية بوضع ألواح داعمة وتكسية الأرضية والردم بالجرافيت. كما واجه معيقات تقنية متعلقة بوجود طوق كثيف على طول المقطع بين محطة الضخ المخطط لها ومحطة الضخ "تاهدرت"، والربط على مستوى الشبكة الحالية لمحطة الضخ "غيلمار" والتي تطلبت تغيير المسار وبالتالي تحقيق تقاطعين مع الطريق الوطنية رقم 1 بحفر أفقي مع أنابيب محمية بأغماد فولاذية، بالإضافة إلى معيقات متعلقة بوجود شبكات اتصالات دولية، وتلك المتعلقة باستقرار خط السكة الحديد التي تطلبت دراسات جيوتقنية ومراقبة طبوغرافية.