قالت مجلة "Foreign Affairs" الأمريكية، إن حرب روسيا على أوكرانيا دخلت في شهرها السادس، وقد تحولت إلى حرب استنزاف للترسانة العسكرية للدب الروسي، في ظل تمكن الأوكرانيين من تكبيد خسائر هامة في العتاد العسكري لروسيا خلال هذه الحرب. وحسب ذات المصدر، فإن قتلى الجيش الروسي في هذه الحرب وصلوا إلى حوالي 80 ألف شخص وفق تقديرات لوزارة الدفاع الأمريكية "البانتاغون"، إضافة إلى تدمير المئات من الطائرات والدبابات والمركبات المدرعة البرية، وفقدان أعداد كبيرة من الذخيرة. وأضافت المجلة، أن استمرار هذه الحرب يعني استنزاف كبير للقدرات العسكرية الروسية، إضافة إلى جعل الصناعة الدفاعية الروسية في وضعية صعبة، بين الطلب المحلي الذي تفرضه الحرب في أوكرانيا، والالتزام باتفاقيات التصدير للبلدان الموقعة على استيراد الأسلحة الروسية. وقالت المجلة إن صادرات روسيا بدأت تتقلص بفعل الحرب في أوكرانيا، مضيفة في هذا السياق، أن الآثار البعيدة المدى لهذا الأمر من المتوقع أن تبدأ في الظهور في وقت لاحق، وهو ما سيكون له تأثير على الحضور الروسي في مناطق مثل الشرق الأوسط. وتنضاف مشكلة حرب الاستنزاف التي تواجهها روسيا في أوكرانيا إلى العقوبات الغربية المفروضة على الصادرات الروسية من السلاح، منذ انطلاق الحرب على كييف، وهو ما زاد من تعميق الأزمة على الروس، وتعقيد الوضع بشكل أكبر عليهم. ومن المتوقع أن يكون لهذه التطورات تأثير على عدد من البلدان التي تعتمد على روسيا بشكل كبير في التسلح والحصول على آخر الأسلحة الحديثة، ومن أبرزها الجزائر بالنظر إلى كونها تُعتبر هي أكبر مورد للأسحة الروسية في القارة الإفريقية، وتُعتبر هي الثالثة عالميا كأكثر بلد استيرادا للأسلحة من موسكو. وفي هذا السياق، فإن صفقة جزائرية "ضخمة" للتسلح من روسيا تبقى موضع شكوك بشأن امكانية اكتمال الصفقة، ويتعلق الأمر بصفقة تسلح تصل قيمتها إلى 7 ملايير دولار أمريكي، وفق ما كشفت عنه صحيفة "أفريك انتلجنس" في يوليوز من العام الماضي بالتزامن مع الزيارة التي قام بها رئيس الأركان الجزائرية السعيد شنقريحة إلى موسكو. وحسب ذات المصدر، فإن شنقريحة كان قد توجه إلى موسكو وشارك في أعمال المؤتمر الدولي حول الأمن الذي أشرف عليه الرئيس فلادمير بوتين، وهناك جرت بينه وبين الروس مباحثات بخصوص حصول الجزائر على أسلحة جديدة من موسكو بقيمة 7 ملايير دولار، تتعلق بمقاتلات سوخوي 57 وسوخوي 34 وبطاريات دفاعية وغيرها من الأسحلة. وتُعتبر الجزائر من ضمن 3 دول كانت قد اتفقت مع روسيا في العام الماضي للحصول على أسلحة جديدة، إلى جانب تركياوالهند، وقد أعلنت كل من الهندوروسيا أن صفقة بيع بطاريات دفاعية للهند لن تتأثر بالعقوبات المفروضة على موسكو أو بالعقوبات التي تفرضها الولاياتالمتحدة على البلدان التي ستشتري الأسلحة الروسية، بالنظر إلى وجود علاقات جيدة تربط الهند بكل من روسياوالولاياتالمتحدة معا. أما بخصوص الجزائر، فإن الغموض لازال يلف مصير هذه الصفقة المرتقبة مع موسكو، بالنظر إلى الغموض الذي يلف مستقبل روسيا نفسها بعد اجتياحها لأوكرانيا والتعبئة الكبيرة للبلدان الغربية من أجل إضعاف موسكو اقتصاديا ودفعها إلى الخروج من أوكرانيا بدون أي شروط، أضف إلى ذلك الاستنزاف الكبير الذي تعاني منه روسيا في هذه الحرب الذي يبدو أنها لازالت مستمرة إلى وقت أطول.