وضع مشروع قانون المخصصات الخارجية للميزانية العامة الأمريكية جبهة "البوليساريو" الانفصالية ضمن "وكلاء إيران" في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، الأمر الذي دفعه للتنصيص على وضع المغرب ضمن قائمة الدول الصديقة التي سيتم دعمها دفاعيا للتصدي للتهديدات التي تُستخدم فيها الأسلحة القادمة من طهران، بما يشمل أنظمة للدفاع الجوي ورادارات متطورة. وفي خطوة ضربت عدة عصافير بحجر واحد، حيث أدت استمرار الاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء كون المواجهات المباشرة التي تجري بين القوات المسلحة الملكية وميليشيات "البوليساريو" تتم على طول الجدار العازل المجاور للأراضي الجزائرية بالمنطقة، وصنفت الجبهة الانفصالية ضمن وكلاء إيران تأكيدا لما سبق أن أكدته الخارجية المغربية، ثم أكدت استمرار التعاون العسكري الأمريكي المغربي بعد دعوة السيناتور جيمس إنهوف، رئيس لجنة الدفاع في مجلس الشيوخ وأعد أعضاء اللوبي الداعم للجزائر، لنقل مناورات الأسد الإفريقي السنوية من أراضي المملكة. ووفق تقارير متخصصة في المجال العسكري فإن مشروع القانون الأمريكي يسعى لتمويل الجيش المغربي لمواجهة الصواريخ والطائرات المسيرة عن بُعد التي تُستخدم من طرف وكلاء إيران، في إشارة إلى "البوليساريو" في الحالة المغربية، وهو الأمر الذي يسري على دول أخرى مثل المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، في مواجهتهما مع هجمات ميليشيات جماعة "الحوثي" في اليمن والتي ثبت أنها تستخدم مسيرات إيرانية لضرب مواقع مدنية وبنى تحتية ومنشآت اقتصادية. وحسب تلك التقارير فإن المعدات المتوقع أن تأتي إلى المغرب تشمل أنظمة للدفاع الجوي، ويتضمن رادارات من فئة "غاب فايلر" أو المالئة للفراغ، والتي تعد الأفضل في كشف الطائرات المسيرة الصغيرة والأهداف التي تحلق على ارتفاع منخفض، مثل رادارات لوكهيد مارتن AN/MPQ-64A3 أو رايثيون GhostEye-MR، كما يُنتظر أن تشمل رادارات الإنذار المبكر TPY-4 المتطورة، الأمر الذي سيجعل المغرب صاحب أقوى منظومة للرادارات في المنطقة المغاربية. وأكد ستيفان زونس، أستاذ العلوم السياسية بجامعة سان فرانسيسكو، أن مشروع المخصصات الخارجية الحالي يدعو بالفعل إلى تمويل الجيش المغربي لمواجهة هجمات الصواريخ والطائرات غير المأهولة التي تشن بها إيران ووكلاؤها هجماتهم على حلفاء واشنطن، لكنه شدد على أن طهران أو وكلاؤها، في إشارة إلى "البوليساريو"، لا يملكون أي صواريخ طائرات مسيرة قادرة على الاقتراب من المغرب.