"تعتبر ظاهرة العنف والتنمر في الوسط التربوي والجرائم السيبيرانية" من بين أهم المشكالت السلوكية التي أصبحت تعاني منها المدرسة المغربية، ومن أجل مقاربة هذه الظاهرة تربويا وقانونيا، نظم نادي "االبداع الثقافي" بثانوية محمد بن عبد الكريم الخطابي بالناظور وبشراكة مع المديرية الاقليمية للتربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة بالناظور، وجمعية العالمة الجمالية بوجدة، ندوة تحسيسية وتربوية وقانونية وذلك مساء الجمعة 13 ماي 2022 بقاعة المكتبة بالثانوية، استهلت باالستماع إلى آيات من القرآن الكريم بصوت التلميذة إحسان حمدان الفائزة مؤخرا بالمرتبة الثانية في مسابقة تجويد القرآن الكريم بالناظور، بعدها وقف الحضور إجلال للاستماع للنشيد الوطني، ثم قدمت التلميذة صالحة جبور كلمة افتتاحية حيث رحبت بجميع الحاضرات والحاضرين وقدمت فكرة عامة حول طبيعة الندوة، لتبدأ الأمسية بكلمة المديرية الاقليمية التي ألقاها السيد التوزاني الهواري نيابة عن السيدة سامرة بروك وأصالة عن نفسه، شاكرا مجهودات الجهات المنظمة والحاضرة، ومنوها بهذا اللقاء الذي يأتي في خضم تحولات سلوكية، كما بين أن مديرية الناظور تسجل تراجعا ملحوظا في هذه الظاهرة المشينة، بعدها تناول الكلمة السيد عبد اللطيف الدرويش مدير ثانوية الخطابي مرحبا بالحضور –مديرية وجمعية وأطرا وممثل أولياء التالميذ وتالمذة- كما وقف على بعض الممارسات التي تدخل في موضوع الندوة، مسجال الاختلالات المتعلقة أساسا بالمواكبة الأسرية والتواصل المفترض بينها وبين الادارة التربوية، بعدها قدمت األستاذة شفيقة العبدلاوي كلمة جمعية العالمة الجمالية باعتبارها نائبة الرئيس، شاكرة الترحيب الكريم من أطر الثانوية وتلاوذتها، وقد ربطت بين أهداف الجمعية وموضوع الندوة، مستعرضة أهم المرتكزات السلوكية والتربوية التي وجب الاهتمام بها للارتقاء بالمدرسة المغربية، لتبدأ مواد الأمسية التربوية مع الأستاذ بنيونس بوشعيب رئيس جمعية العالمة الجمالية بوجدة وهو مشرف سابق على المركز الجهوي للتوثيق والتنشيط التربوي، وكذا مصلحة الارتقاء بتدبيرالمؤسسات التعليمية، استعرض في البداية تعريفا لظاهرة العنف ومحدداتها التربوية والسلوكية، وانتقل بعدها للحديث عن مراكز الانصات والوساطة في المؤسسات التعليمية ودوها الجوهري في التحسيس والاستماع ومحاولة إيجاد الحلول لبعض المشكالت، برغم الاكراهات المسجلة في تكوين القيمين عليها، والظروف اللوجيستيكية الخاصة بها، وتم عرض الفيلم التربوي "بعيدا عن الخطوط" الذي سلط الضوء على ممارسات ذات بعد عدواني داخل الفصل الدراسي، عرفت بداياتها في الشارع مع رفقاء السوء، بعدها جاء كلمة السيد حسني يحيى وهو محام متمرن بهيئة الناظور حيث أوضح لعموم الحاضرين الرؤية القانونية المتعلقة بهذا الموضوع، بدأ أولا بطرح الجهاز المفاهيمي من الناحية القانونية مستدلا بالنصوص والمواد من القانون الجنائي بالمغربي، كما وقف عند بعض الثغرات التي يسببها غياب نصوص قانونية تستجيب للتحولات السلوكية والتكنولوجية، خصوصا تلك المتعلقة بالجرائم الرقمية التي تبدأ بصورة لتنتهي بجريمة، وقد قدم الأستاذ شروحات عميقة مع تقديم أمثلة من الواقع المعيش التي راح ضحيتها بعض التلاميذ بدون وعي لخطورة الفعل، كما نصح بضرورة مصارحة الأسر أو الأساتذة المقريبن ثم اللجوء إلى العدالة في حال تعرض التلميذ أو التلميذة أو أي شخص للابتزاز أو التعنيف أ و التنمر أو غيرها من الأفعال الاجرامية، وعلى النيابة العامة التحرك في اتخاذ الاجراءات اللازمة، بعدها هذا الطرح التربوي والقانوني فتحت الأستاذة إلهام الصنابي -مسيرة الندوة باب النقاش حيث انهالت أسئلة من التلميذات التالميذ طلبا للاستزادة في التوضيح والبيان، وأبانت المتدخلات والمتدخلون عن رقي في الوعي وارتقاء في التنظيم، كما زاد الأستاذين في الشرح والتوضيح، وبعدها عادت الكلمة للأستاذ بنيونس بوشعيب ليقدم شروحات حول طبيعة الورشة الخاصة بعملية الكتابة من أجل إنتاج شكل تعبيري في موضوع العنف والتنمر في الوسط التربوي والجرائم الالكترونية –السيبرانية-، كالقصة بإشراف الأستاذ فؤاد عفاني والمقالة بإشراف الأستاذ بنيونس بوشعيب والشعر بإشراف الأستاذ محمد ماني، حيث تعتزم الجمعية بمعية شركائها متابعة هذه الانتاجات وإصدارها في مؤلف جماعي، وفي الأخير وزعت شهادات تقديرية على المشاركات والمشاركين اعترافا بمجهوداتهم الطيبة في إنجاح هذه الندوة التربوية التحسيسية، ودعا السيد المدير إلى حفل شاي على شرف الحاضرات والحاضرين.