غياب المراكز الجهوية المتوفرة على آليات الإنقاذ المتطورة، ومحدودية الآليات التي تم استعمالها، والتي لا تتجاوز قدرتها حفر 20 مترا في اليوم، وصعوبة وصول آليات بقدرة حفر أكبر تصل إلى 100 متر في اليوم ممركزة بمناطق المشاريع الكبرى إلى عين المكان؛ عوامل ساهمت في تأخر إنقاذ الطفل ريان العالق في بئر منذ زوال الثلاثاء، بحسب أحمد بخري، مستشار وزير التجهيز والماء، الذي أكد أنه كان بالإمكان النجاح في إنقاذ الطفل في أقل من 48 ساعة. المشكل جهوي وقال بخري، في تصريح إن المغرب في حاجة إلى تطوير مراكز جهوية ومحلية تتوفر على جميع آليات الإنقاذ، بما فيها الطائرات العصرية والآليات العصرية لتدبير الإنقاذ المحلي، موضحا أن هذه الخطوة تتطلب تعاونا بين الجماعات المحلية والجهات والمجالس الإقليمية وباقي الوزارات والمصالح الخارجية. وجوابا على سؤال عن تكلفة إنشاء هذه المراكز، رد المسؤول ذاته بأن "الدولة إذا أرادت توفير هذه الميزانية، ستحتاج وقتا طويلا. في حين إذا تم الاشتغال في إطار تعاون بين مختلف الفاعلين، فيمكن توفيرها خلال وقت وجيز". وأبرز في هذا السياق أن "الوزارة نسقت مع جهة الشرق؛ إذ رصدت الأخيرة ميزانية مهمة وتم الاشتغال في إطار شراكة بين المؤسستين على تشييد مركز مهم على مستوى مدينة وجدة". وأكد بخري أنه في حادثة الطفل ريان بقرية إغران بجماعة تمروت، إقليمشفشاون، يتم الاعتماد على آليات الأشغال العمومية، إلا أن بعض الآليات التقنية وآليات الحفر السريع غير موجودة، موردا أن الآليات المتوفرة هناك عمق تدخلها محدود وتجد صعوبة في الوصول إلى الهدف دون توقف أو انقطاع، مبرزا أن هذه الإمكانات موجودة بالسدود وبالمناطق التي تشهد أشغالا كبرى. ومن جهة أخرى، نبه المسؤول عينه إلى وجود صعوبات جيولوجية مرتبطة بالتربة المعقدة لجبال الريف. الصعوبة في العمق من جانبه، قال خالد يوسفي، رئيس الهيئة الوطنية للمهندسين المساحين الطوبوغرافيين، إن صعوبة عملية الإنقاذ الجارية في إقليمشفشاون ليست لها علاقة بتعقد التضاريس، وإنما بعمق البئر؛ إذ "لا نتوفر على خريطة خاصة بالبئر مكان الحادث، كما أنه غير معروف لدينا إن كان عمقه عموديا أو تم حفره بطريقة أخرى". والصعوبة الثانية، يتابع يوسفي تكمن في أنه "حينما يتم حفر بئر موازٍ، يجب الاشتغال بطريقة حذرة كي لا يقع انهيار على مستوى التربة الذي قد يتسبب في خطر كبير على البئر حيث يتواجد الطفل". وتابع المصدر ذاته أنه فيما يخص المهندسين الطوبوغرافيين، فإنهم "يتوفرون على أحدث الآليات الموجودة في السوق العالمي، من طائرات بدون طيار، وآلات المسح، وآلات عبر القياس بطريقة أتوماتيكية". وأكد يوسفي أن التواصل مستمر مع المهندس الطوبوغرافي المشارك في عملية الإنقاذ، موضحا أنه يواكب حاليا مع جميع المتدخلين كل ما يتعلق بقياسات علو العمق، كما أن فريقه موضوع رهن إشارة السلطات فيما يهم جميع العمليات الهندسية المتعلقة بتخصصه.