ألقت الحادثة التي وقعت هذه الليلة بدوار لبراركة باولاد ستوت ضواحي الناظور الحجر ببركة الشبهات، حيث مباشرة بعد انتشار الخبر إنطلقت نقاشات بين رواد التواصل الاجتماعي بين مدافع عن ما قام به صاحب المحل التجاري بدعوى أن هذا الأخير كان يدافع عن ماله وأنه كان يمتلك الحق في استعمال الأسلوب المناسب لكي لا تتم عملية السرقة، وبين رافض لما جرى بدعوى أن اللص سيهرب بمجرد الانتباه إليه وبالتالي فلا داعي لقتله ويكفي معرفة هويته وشكله من أجل الإبلاغ عن محاولة السرقة. لكن ما يجب قوله بهذا الصدد، هو أن النقاشات الفقهية في هذا الباب تقريبا محسومة لصالح القول بجواز الدفاع عن النفس والمال والعرض وإن أدى هذا الأمر إلى مقتل أحد أطراف النزاع. ويؤيد هذا القول ما ورد في صحيح مسلم أن رجلاً سأل الرسول صلى الله عليه وسلم : (يا رسول الله! أرأيت إن جاء رجلٌ يطلب مالي؟ قال: «لا تعطه مالك»، قال: أرأيت إن قاتلني؟ قال: «قاتله» ، قال: يا رسول الله! أرأيت إن قتلته؟ قال: «هو في النار»، قال: يا رسول الله! أرأيت إن قتلني؟ قال: 《فأنت شهيد》.من هنا يصر جمهور العلماء على ضرورة تثبت المعتدى عليه من عدم إمكانية إنقاذ نفسه وماله إلا إذا قام بتعجيز المعتدي حتى إن وصل الأمر إلى القتل أما إن كان بالإمكان تفادي تفاقم الوضع عبر الإبلاغ السريع أو هروب المعتدين ففي هذه الحالات لا يصح اللجوء لعملية القتل لأنها ستصير بدورها اعتداء خطيرا يحاسب عليه مرتكبه.وفي انتظار نتائج التحقيقات ، يصعب حاليا إعطاء حكم بخصوص النازلة حيث قام صاحب محل تجاري بالتعامل مع شخص كان بصدد محاولة سرقة محله التجاري مما دفعه إلى استخدام سلاح أبيض خلال مشاجرة وخلاف نشب بين الطرفين تسبب في إصابات بالغة على مستوى ظهر وعين السارق ليتم نقله عبر سيارة إسعاف قام رجال الدرك الملكي باستدعائها إلى مستشفى القرب بزايو حيث يشير محظر الدرك إلى أن الهالك وصل ميتا للمستشفى.مثل هذه الأحكام تحتاج لفتاوى دقيقة جدا تحتاج بدورها معرفة كل تفاصيل الحادثة من أجل التحقق من نوايا السارق بالإضافة إلى التحقق من دوافع صاحب المحل التجاري المعتدى عليه وراء قيامه باستخدام السلاح الأبيض، فهل كان هذا هو الأسلوب الوحيد المتوفر حينها من أجل إنقاذ ما يمكن إنقاذه أم أنه تمت طرق أخرى كان يمكن استخدامها لدفع الضرر لكن في الأخير يسهل الحديث كثيرا حينما لا نكون نحن المعنيين بالمأساة.وأخيرا، وجب انتظار النتائج النهائية للتحقيقات من أجل معرفة ما جرى بالضبط ومنه معرفة الحكم أو ربما الأحكام التي يمكن إطلاقها بهدف نصرة الحق والدفاع عن المظلوم كيفما كانت مكانته في المجتمع. إلى ذلكم الحين ستظل النقاشات متواصلة على مواقع التواصل والمنتديات والمجالس الودية المتفاعلة مع ما يجري بمدينة الناظور والضواحي.