نواصل رصد الأحداث التاريخية التي عرفها اقليمالناظور في فترة لم تكن فيه وسائل إعلام ترصد مجريات الأحداث في حينها. واقعة اليوم تعود بنا إلى خريف سنة 1938، حيث انتشر مرض غريب بين سكان مدينة زايوباقليمالناظور، ليخلق الهلع بين الأهالي، مخلفا ضحايا كثر بين وفيات وإصابات. فقد نشرت صحيفة "تيليغراما ديل ريف" El Telegrama del Rif بتاريخ 16 دجنبر 1938، مقالا تحدثت فيه عن المرض الذي انتشر بين سكان زايو، مبينة أعداد الضحايا. الجريدة التي كانت تصدر من مدينة مليلية المحتلة، أفادت أن المرض أودى بحياة 26 شخصا من زايو، بينهم 8 جنود إسبان كانوا معمرين بالمنطقة. كما أن عدد الأشخاص الذين أصيبوا بالمرض تجاوز 60 شخصا. وبحسب الجريدة التي تحول إسمها فيما بعد إلى "تيليغراما دي مليلية"، فإن الضحايا أُصيبوا بانتفاخ على مستوى العنق، مع ظهور حبوب شديدة الاحمرار في كافة الجسم، في وقت لم يتم تسجيل أي إصابة في صفوف الأطفال. وكان المرض يؤدي إلى اختناق المصاب بشدة، ما عجل بوفاة 26 مصابا، بينما ساهمت تدخلات الأطباء بمستشفى الناظور، المسمى حاليا الحسني، في شفاء باقي المصابين. ولم يتم الكشف، حسب الصحيفة، عن أسباب هذا المرض الغريب، غير أن الأهالي كانوا يوجهون أصابع الاتهام إلى المستعمر الذي استعمل مواد كيميائية لرش أشجار زيتون كانت بمحيط مركز المدينة.