تحوّل عدد من جماعات إقليمالناظور طيلة الأسبوعين الماضيين إلى مطرح مفتوح للأزبال بسبب إضراب مستخدمي شركة (فيوليا)، المكلفة بجمع ومعالجة النفايات. وزاد ارتفاع درجات الحرارة الذي تشهده المدينة خلال الأيام الأخيرة حدة هذه الوضعية، إذ اضطر عدد من المواطنين إلى استعمال كمامات واقية من الروائح الكريهة المنبعثة من ركام النفايات المتناثرة في الأحياء والشوارع الرئيسية. وتوضيحا لملابسات هذه الوضعية، أكد المكتب المسير للجماعة الحضرية للناظور، على لسان مسؤول قطاع البيئة، حسين أحلي، أن عدم صرف مستحقات عمال شركة فيوليا راجع بالخصوص إلى التأخير الحاصل في توصل البلديات بالدفعات المالية عن وزارة الداخلية. واعترف أحلي في اتصال هاتفي أجرته معه «الصباح» بالتخبط الذي شاب تدبير النفايات المنزلية طيلة السنوات الثلاث الماضية، بسبب عجز الشركة المكلفة عن أداء التزاماتها، قبل أن يتقرر فسخ عقد التدبير المفوض الذي يجمعها بالجماعة الحضرية للناظور زيادة على باقي الجماعات المشكلة لتجمع الناظور الكبير. واعتبر المتحدث ذاته، أن شركة «افيردا» اللبنانية الرائدة في مجال جمع النفايات بعدد من دول الخليج ستتسلم خلال شهر يونيو المقبل مهامها بالجماعات الحضرية لأزغنغان، وبني انصار والناظور، بعد توقيع عقد معها بقيمة 5 ملايير و300 مليون سنتيم، مؤكدا في الوقت نفسه أن الشركة الجديدة ستستثمر تقنيات ومعدات متطورة لجمع ومعالجة النفايات، بالإضافة إلى خبرتها في هذا المجال. واستمر إضراب المستخدمين إلى حين صرف مستحقاتهم التي لم يتوصلوا بها لشهرين متتاليين من قبل شركة فيوليا التي تستعد في الوقت الراهن لإنهاء وجودها بالإقليم بعد فسخ عقد تدبير قطاع النفايات الذي يربطها بمجموعة من الجماعات، ما حتم على السكان «التعايش» مع منظر القاذورات التي تقترب من اكتساح أبواب منازلهم بعدما ملأت الفضاءات العمومية، محولة إياها إلى مرتع لجحافل الذباب والناموس والحشرات الضارة. وكانت فعاليات محلية دقت ناقوس الخطر بخصوص الانعكاسات الصحية والبيئية بعد استمرار تراكم الأزبال لمدة طويلة وتحت درجات حرارة مرتفعة، وأكدت انه وإزاء هذه الوضعية سجل موقف سلبي من السلطة الوصية ورئيس الجماعة الحضرية للناظور باعتباره رئيس مؤسسة مجموعة الجماعات من أجل البيئة، وأضافت أن تداعيات هذه الأزمة كادت تأخذ منزلقات خطيرة، خصوصا أن الجهات المعنية تعاملت بازدراء كبير مع شكايات المواطنين ومطالب العمال المحتجين. عبد الحكيم اسباعي / الصباح