على بعد حوالي 37 كلم من مدينة الناظور يوجد شاطئ قرية أركمان بموقع استراتيجي، تتناسق داخله أصوات حركية أمواج هادئة، وحفيف أشجار محدثة سمفونية هدوء شامل تنشرح لها صدور المصطافين والزوار.. ويزيد من جمالية المكان، الامتداد الكبير للشاطئ وسحر بعض الأمكنة (فيرما تاوريرت ثايزارث ..) يزيد الشاطئ عبقا، تلاطم أمواج ونفحات جو بارد يسمح للإنسان باسترجاع لحظات وذكريات من حياته ينسى بها صخب المدنية حتى يخال لك أنك أمام لوحة فنان مبدع «شاطئ ممتد امتداد النظر، ورمال ذهبية مرتطمة بزرقة مياه دافئة، تسمح لك في كل لحظة بالسفر عبر مخيلتك بعيدا ومع ذلك يؤكد أكثر من زائر بأن الإقبال على شاطئ أركمان ضعيف اللهم إذا استثنينا بعض المراهقين غالبا مايأتون فقط بثمن العودة قد لاتتعدى عشرة دراهم وهذا بفعل غياب شروط الإصطياف من مرافق وفنادق ومطاعم وفضاءت الترويح عن النفس ..فحتى الحديقة التي كانت محجا للمصطافين تعرضت للتلاشي بفعل الإهمال وعوامل الطبيعة..هذا ورغم مايعرفه شاطئ أركمان من “رتوشات” والتي غالبا ما تبدأ وسط موسم الإسطياف لم يسمح ذلك بتحويله إلى مرفق سياحي وفضاء للأنشطة الثقافية والسياحية، فوضعيته، لازالت لحد الآن جد متدهورة وهشة وتحتاج إلى أكثر من تدخل من أجل تحويله إلى مزار للسياح، يساهم في إنعاش ناعورة الإقتصاد المحلي، فرغم تلاحم “الروتوشات” مع المؤهلات الطبيعية، لم يشفع لشاطئ أركمان بأن يعرف إقبالا كبيرا عليه من طرف المصطافين والزوار، مما يجعله في كثير من الأحيان شبه فارغ.. هُم الكثيرون من ربطوا ضعف الإقبال على شاطئ أركمان بضعف مستوى المسؤولين عن تدبيره، وافتقارهم لثقافة سياحية، « فالمعرفة، وحسن التدبير، واللباقة في التعامل، دعامات أساسة للنهوض بأي شيئ في عالم اليوم » فأن يأتي شخص ما ببعض القصب والحصائر وأن يصنع كشكا قد يسميه مطعم برشيلونة أو مطعم هواي هذا أولا يسيئ إلى جمالية الشاطئ ويهجّر الزوار أكثر من كسبهم.. إذن فضعف مستوى المسؤولين عن تدبير الشاطئ، يترجمه الخصاص الذي يعرفه الشاطئ على مستوى البنيات السياحية، من فنادق ومقاهي وفضاأت للترفيه… « فغياب هذه البنيات هو ما يجعل الكثير من الناس يقبلون على شواطئ رأس الماء والسعيدية…» . وللإشارة فرغم المواضيع الذات الصلة التي نشرناها بموقع « أريفينو» إلا أن نفس السيناريو هو الذي يتكرر كل سنة فهل سيتحرك المسؤولون للقيام بواجبهم ومن بينهم وكالة مارشيكا وجماعة أركمان..ثم هل سيتدخل العامل الجديد لإنقاذ مايمكن إنقاذه؟