عاش مقر الاتحاد المغربي للشغل بالناظور، على وقع عرس نضالي تجلى في المؤتمر الاقليمي التاسع للجامعة الوطنية للتعليم، تحت شعار" جميعا من أجل تنظيم نقابي وحدوي مستقل ومكافح لصون الحقوق والمكتسبات وتحصين المدرسة العمومية " تحت الإشراف الفعلي للمكتب الجهوي لجهة الشرق، وبحضور عضو المكتب التنفيذي،وبعد الترحيب بالمؤتمرين والضيوف، من طرف اللجنة التحضيرية التي تلاها الرفيق عبدالرزاق امحمدي،كانت مداخلة المكتب المحلي لنقابات الناظور وازنة في شخص الكاتب الاقليمي الذي اثنى على مواقف ونضالات السيدات والسادة الأساتذة، كما أعتبر ان النضال جزء لا يتجزأ من كاريزما المناضل الشريف حتى تتحقق المكتسبات، وصون الحقوق.وفي مداخلة لعضو المكتب الوطني، الذي اشاد بالمواقف البطولية النضالية للسيدات والسادة الأساتذة بالناضور، فأكد على أن باب الجامعة الوطنية للتعليم (إ م ش) مفتوح لكل القوى الحية المناضلة الشريفة، والتي تناضل من أجل تحرير المدرسة العمومية من جبروت الرأسمال، كما تطرق للدينامية التي تعرفها الجامعة وطنيا، وفي إطار الوحدة النقابية التي تم تجسيدها على الواقع، والمتمثلة في التحاق مجموعة من الرفيقات والرفاق بالنقابة الأم. وفي مستهل كلمتهتحدث الكاتب الجهوي معبرا عن فخره بالمدّ الدّينامي الذي تسير على وقعه الجامعة، على جميع المستويات، الوطنية والجهوية ونظيرتها الإقليمية، في تماهٍ تامّ مع تصورات المكتب التنفيذي الذي وضع نصب أعينه تفعيل برنامج تنظيمي يقوم على استنهاض الشأن التعليمي بنسائه ورجاله، وفق خطة إشعاعية ونضالية مدروسة، تعري واقع قطاع التعليم وكارثية وضعه، وكذا النهوض بالمدرسة العمومية، كما اعتبر أن اعتماد الحكومة سياسة التوظيف بالعقدةهي " نوع من الحماقة"وفشل في تدبير الموارد البشرية. وبعدها فتح باب المداخلات للضيوف الدين لبوا الدعوة، وكان اول مداخلة لمنسقة الزنزانة 10 حيث تفاعل المؤتمرون مع قضايا الفئة والتي تعاني الرد السلبي للوزارة، وبعد توضيح مفصل من طرف المتدخلة، التي اشارت الى ضرورة استجماع القوى لمجابهة الحكومة، وفي الأخير اعربت عن شكرها لمبادرة الجامعة الوطنية للتعليم، وكانت لمداخلة منسق الادارة التربوية نصيب من المؤتمر فبالإضافة الى مشكلة المرسومين، تطرق السيد المنسق الى تفاعل الجامعة وطنيا مع الملف، وطالب عضو المكتب التنفيذي بتحمل المسؤولية خلال الاجتماع المقبل مع السيد الوزير وان لا تفوت الفرصة قبل الاستحقاقات المقبلة، خوفا من ان يكون اجتماعا استهلاكيا، لتجنب الكارثة في نهاية الموسم الدراسي، وفي معرض حديثه عن الاتحاد المغربي للشغل، اثنى السيد المنسق على الاتحاد الاقليمي، الذي تقوده قيادة شبابية مناضلة، شرسة في نضالاتها اقليميا. وكان لممثل الأطر المفروض عليهم التعاقد تدخلا ناريا، تطرق خلاله الى النقابات النفعية، كما اشار الى عدم الوحدوية في النضالات وعدم تقاسم هموم الشغيلة التعليمية، مما يمنح الحكومة الوقت للإجهاز الكلي واقبار المدرسة العمومية. اما عن مداخلة الكاتبة العامة لمربيات التعليم الأولي، والتي من خلالها تناولت مشكل عميق يتمثل في تخلي الدولة عن التعليم الأولي، كما طرحت مجموعة من الاكراهات التي تعيق المربيات والمربين بالإقليم، وخاصة ما يتعلق بالأجرة، إذ لا ترقى عند البعض الى الحد الأدنى من الأجور. وخلال المؤتمر كانت كلمة قيدوم الجامعة الوطنية للتعليم بالناظور ومؤسسها السيد امحمد ضافر رنانة، واعتبر ان جل المناضلين من المعدن النفيس، وان ما يعيشه الآن هو جزء من التاريخ البطولي للنضالات بالناضور، وخاصة بالاتحاد المغربي للشغل، وفي مستهل كلمته حث المؤتمرين على النضال كوسيلة للخروج من الأزمة، مؤكدا أن الحكومة الحالية ليست لها مثيل في الحكومات السابقة التي تعاقبت على تاريخ المغرب، وأنها جاءت لتكريس الهشاشة والقضاء على الطبقة المتوسطة، ومعها المدرسة العمومية، حيث تجلى في تقديم امتيازات للرأسمالية للاستثمار في القطاع، دون مراعات الفوارق الاجتماعية التي يعانيها الشعب المغربي. وقبل نهاية الجولة الأولى من المؤتمر، كان للمؤتمرين موعد مع حفل العرفان للأطر التي ضحت من اجل المدرسة العمومية، حيث كانت العبارة التي كتبت على التذكار خير تعبير. * شكراً لمن أعطين عمرهن لرسالة العلم والتعلم، شكراً لمن أضأن قناديل العلم، شكراً لمن بذلن جهدا لبناء الوطن، الشكر والفضل لكن، إن عطاؤكن رحب جميل، وإخلاصكن وهج البلاد، وبناؤكن نعم العماد شكراً لكن. * نتوجه إليكم بتحية التقديرِ والاحترامِ لمرحلةٍ مِنْ مراحلِ عَطائكم الوظيفيّ الذي أخذ سنواتٍ مِنْ عُمْرِكُمْ تميّزت بالتضحية ونُكْرَانِ الذّاتِ في سبيل أداء الأمانة، باسم نساء ورجال التعليم،وباسمِكل المناضلين بالناظور، وباسم الأجيالِ التي تَتَلْمَذَتْ على أيديكم، لكم منا خالصَ التقدير،وجزيلَ الشكرِ على ما كَابَدْتُمُوه من مشاقَّ، وعانيْتُمُوه من صِعَابٍ من أجل تحقيقِ الغاياتِ والأهدافِ النبيلة. وبعد مناقشة التقريرين الأدبي والمالي، والمصادقة عليهما بإجماع المؤتمرين، شاءتْ مداخلات هؤلاء، أن تنصب على تفكيك الأوضاع المادية والاجتماعية التي يرزح تحتها نساء ورجال التعليم على السواء،واصفين سنوات الحكومة ومعها الوزارة الوصية بالسنوات العجاف، التي افرزت احتقان غير مسبوق، واكدوا أن اعتماد طرق بديلة للتوظيف هو جزء من الطيش الحكومي غير محسوب العواقب، وليست الحكامة كما تروج الحكومة ومريدوها، كما تطرق الحضور الى مجموعة من المشاكل المستوى الاقليمي التي استفحلت مع انطلاق الجائحة واغلاق باب مليليه السليبة، وخاصة ما يعرفه قطاع التعليم من ترهل في البنية التحتية للمؤسسات التعليمية، والنقص الحاد في الموارد البشرية مما يترتب عنه تزايد ظاهرة ضم الأقسام بالوسط القروي والاكتظاظ بالوسط الحضري المؤديين الى ضعف المردودية التعليمية _التعلمية ، والذي ينتج عنه ارتفاع منسوب الهدر المدرسي، ونبهوا الى حرمان عدد كبير من التلاميذ المغاربة الذين يتابعون دراستهم بمقر الطلبة بمليلية من التعليم الحضوري بسبب إغلاق المعبر الحدودي، واستمرار الإدارة الإقليمية بدون مخاطب رسمي لسنوات، وقد اغتنم المؤتمرون الفرصة، وعنالأوضاع التنظيمية والنضالية، أشاد المؤتمرون بنجاحه، كما ساهموا في تقديم مقترحات كفيلة بمجابهة التحديات المطروحة على الشأن التعليمي محليا للنهوض بالجامعة الوطنية للتعليم ومعها الاتحاد المغربي للشغل، وفي الأخير انتخب الاستاذ حسن فلكو كاتبا اقليما، والأستاذ عبدالرزاق أمينا للمال.