يبدو أن مصائب حزب العدالة والتنمية لن تنتهي، في القريب العاجل، إذ بعد أيام من إعلان رئيس برلمان الحزب، إدريس الأزمي، استقالته، خرج رئيس الحكومة، والأمين العام السابق للحزب، عبد الإله بن كيران، ليهدد هو الآخر بالاستقالة من الحزب. وأفاد بن كيران في رسالة، نشرها موقع "كود"، تحمل توقيعه، وتاريخ اليوم الاثنين: "بصفتي عضوا في المجلس الوطني لحزب العدالة والتنمية أعلن أنه في حالة ما إذا وافقت الأمانة العامة للحزب على تبني القانون، المتعلق بالقنب الهندي "الكيف"، المعروض على الحكومة، فإنني أجمد عضويتي في الحزب المذكور". وأضاف بن كيران في عبارة لا تخلو من تهديد: "وفي حالة ما إذا صادق ممثلو الحزب في البرلمان على القانون المذكور (الكيف) سأنسحب من هذا الحزب نهائيا، وبه وجب الإعلام والسلام"، وذلك في تهديد غير مسبوق منه للعثماني، وأمانته العامة. ويأتي موفق ابن كيران ليزيد من حجم الضغوطات، التي يواجهها سعد الدين العثماني، بعد إعلان الأزمي استقالته من رئاسة المجلس الوطني، والأمانة العامة، وقبلها طلب الاستقالة من الحكومة، التي قدمها له وزير الدولة المكلف بحقوق الإنسان والعلاقات مع البرلمان، المصطفى الرميد، التي لم يستبعد متابعون أن تكون لها علاقة بمشروع قانون تقنين زراعة القنب الهندي. يذكر أن مشروع تقنين زراعة القنب الهندي كان من بين الملفات التي تصدى لها عبد الإله بن كيران، خلال ولايته السابقة في رئاسة الحكومة، ورفض بشدة عام 2015 دعوات تقنينه، وأصدر بيانا باسم الحزب، آنذاك، أكد فيه، أنه "لا يمكن تسويغ تجارة المخدرات تحت أي مبرر، ولا يمكن تبرير استغلال ضعف التكافؤ في التنمية، الذي تعاني منه المناطق القروية، وعلى رأسها مناطق "الريف وجبالة" في الشمال، لتغذية الشعور السلبي بالتهميش"، واعتبر أن التطبيع مع تجارة المخدرات سيكون له "أثر وخيم" على مستقبل البلاد، وهو الموقف الذي يبدو أن العثماني، وإخوانه في الأمانة العامة "تناسوه بسرعة، وغير مستعدين للعودة إليه".