لا حديث في مدينة فاس، إلا عن الفضيحة التي تفجرت الخميس 18 فبراير 2021، بطلها ذلك الجزار الذي اعتاد أن يبيع للمواطنين أكلة الخليع على أنها مكونة من لحوم البقر و الغنم، ليتضح أنها منتجة من لحوم البغال الحمير. وحسب يومية الصباح التي أوردت الخبر،فقد تمكنت عناصر الأمن توقيف الجزار متلبسا بجريمته، حيث تمت إحالته في حالة اعتقال، أمس الجمعة 19 فبراير 2021، على وكيل الملك بالمحكمة الابتدائية، الذي أمر بإيداعه السجن ومتابعته، بتهم ممارسة الذبيحة السرية، والغش، وترويج وعرض مواد حيوانية لم تدخل إلى مراكز الذبح الخاضعة لقواعد سلامة الجودة. وأفادت ذات اليومية، نقلا عن مصادرها، أن الشرطة القضائية، أثناء مداهمة محل المتهم، الذي يضم سابقة في الذبيحة السرية، حجزت به بغلا، كان ينوي ذبحه واستعمال لحمه في إعداد الخليع، إضافة إلى عظام يرجح أنها لحمير وبغال سبق أن استعملها في تحضير هذه الوجبة التقليدية الشهيرة بالعاصمة العلمية، مضيفة أن الفرقة الأمنية حجزت أيضا كميات من مادة "الخليع" معدة للبيع والترويج، حيث أرسلت عينات منها إلى مختبر تابع للمكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية بغاية إخضاعها للخبرة. وأكدت مصادر "الصباح" أن الجزار له شهرة واسعة بفاس، رغم سوابقه في الذبيحة السرية، إذ يتعامل مع العديد من المقاهي ومحلات الوجبات السريعة، بعد أن نجح في كسب ثقة العديد من أصحابها، ما يسر له تزويدهم يوميا بكميات مهمة من الخليع لتقديمها لزبنائهم، دون علمهم بمصدرها، مستغلا الإقبال الكبير على هذه الوجبة الفاسية، والتي تحظى بشهرة واسعة ويرتفع الطلب الكبير عليها من قبل سكان المدينة والنواحي والسياح المغاربة والأجانب، لترويج سموم باستعمال لحوم الحمير والبغال لتحقيق أرباح مالية مهمة. وأشار ذات المقال إلى أن أمر الجزار افتضح بعد توصل مصالح الأمن بمعلومات حول نشاطات مشبوهة لوجود حمير وبغال في محله التجاري، ما رجح أنه يستغل الدواب في إنتاج أكلة الخليع، ليتم إخضاعه للمراقبة، قبل أن يتأكد المسؤولون الأمنيون من صحة المعلومات من خلال حيازته بغلا، لتتم مداهمة المحل وإيقافه متلبسا بجريمته، حيث أبرزت المصادر ذاتها أن شبكات الذبيحة السرية وبيع لحوم البغال والحمير للمستهلكين اعتادت اقتناء دواب متقدمة في العمر أو تعرضت للكسر، بأثمنة زهيدة، ولمناسبات استهداف بهائم متخلى عنها في الشوارع، ونقلها إلى محلات سرية لذبحها واستغلال لحومها في إنتاج النقانق والخليع وبيعها على أساس أنها لحوم العجول والأبقار.