لا حديث يطفو في الشارع الفاسي سوى عن فضيحة الذبيحة السرية لجزار مشهور متورط في إنتاج أكلة "الخليع" التي تُعرف بها المنطقة بعد أن افتضح أمره قبل أن تقوم عناصر الشرطة القضائية بمداهمة محله، يوم الخميس الأخير ليتم اعتقاله واقتياده إلى الدائرة الأمنية للبحث معه في المنسوب إليه. المعني، جرى تقديمه أمس الجمعة أمام وكيل الملك بالمحكمة الإبتدائية بالمدينة ذاتها قبل أن تتم متابعته في حالة اعتقال ومن ثمة إيداعه السجن، خاصة وأنّ عناصر الشرطة القضائية وقفت على مجموعة من المحجوزات بمحله والمتمثلة عظام للحمير والبغال، إضافة إلى بغل كان يعتزم ذبحه لإعداد وجبة "الخليع".
مصادر محلية في اتصال هاتفي ل "الأيام 24″، كشفت أنّ تفجّر هذه القضية قبل يومين، فضح المستور وأبان عن حقائق مخيفة تخص ترويج الجزار الموقوف ومنذ مدة ليست بالهينة لكميات من الخليع الذي كان يصنعه لكن ليس اعتمادا على لحوم الأغنام والأبقار وإنما على لحوم الحمير والبغال.
وأكدت المصادر ذاتها أنّ الجزار كان يزوّد العديد من المقاهي والمطاعم بالمنطقة بكميات وفيرة من مادة "الخليع"، قبل أن تداهم السلطات محله وتحجز عينات من تلك المادة المعدّة للتسويق والتي استقرّت في بطون المستهلكين دون علم منهم بخطورة ما يستهلكونه.
جيران الجزار وحسب مصادرنا، كانوا يعانون مرارا وتكرارا من الدقّ الصادر من المحل في جنح الليل ولم يملكوا الجرأة لطرق الباب لمعرفة ما يجري في الداخل على اعتبار أنّ المحل يخص صاحبه ولا حق لهم في التدخل.
الصدمة، أخرجت الجيران عن صمتهم بعدما تبين أنّ كثرة الدقّ لم يكن مصدره سوى تقطيع لحوم الحمير والبغال وفصلها عن العظام، خاصة بعد بوح المحيطين بالمحل بتفاصيل صادمة تؤكد أنّ الحمير والبغال كان يتم اقتيادها إلى المحل وبعدها لا تبرح مكانها ولا يظهر لها أثر.
الجزار وبعد أن حامت الشكوك حوله بأنه يمارس نشاطا مشبوها، بلغ الخبر إلى السلطات المعنية قبل تعميق البحث معه وتضمين مجموعة من التهم في صك الإتهام في مواجهته والمتمثلة في الذبيحة السرية والغش في جوهر المنتوج وعرض وترويج مواد حيوانية لم تدخل إلى مراكز الذبح الخاضعة لقواعد الجودة والسلامة.