نظمت مؤسسة الأعمال الاجتماعية للتعليم وفرع اتحاد كتاب المغرب بالناظور الحلقة الرابعة من الحلقات الموسومة ب : “مدرس وكتاب” التي تعنى بإصدارات نساء ورجال التعليم بالإقليم في شتى مجالات الإبداع والمعرفة.وقد كان محور هذه الحلقة قراءة في أعمال الشاعر يحيى عمارة وتوقيع ديوانه “لن أرقص مع الذئب” ، وذلك يوم :28/04/2012 بفضاء المؤسسة.وقد ساهم في هذا الاحتفاء الدكتور نورالدين أعراب الطريسي والأستاذ الزبير الخياط بمداخلات في أعمال الشاعر المحتفى به. استهل اللقاء بكلمة لكاتب فرع اتحاد كتاب المغرب بالناظورالأستاذ جمال أزراغيد الذي أبرز الحركية الإبداعية المتواترة التي يشهدها الإقليم والمتجلية في الإصدارات الكثيرة في مختلف المجالات :الشعر،القصة ،الرواية والنقد مما سيغني المكتبة المغربية ويحرك عجلة التنشيط الثقافي داخل هذه المؤسسة في الشهور القادمة.كما عرف بالشاعر الدكتور يحيى عمارة كاتب فرع اتحاد كتاب المغرب بوجدة وأستاذ باحث بكلية المتعددة التخصصات بسلوان الناظور، والذي صدر له ثلاثة دواوين: فاكهة الغرباء (1999) ولن أرقص مع الذئب (2010) وترميم المسافات (ديوان مشترك) كما له تحت الطبع ديوان بعنوان: بفوضاي أكتب القصيدة. بعدئذ ساهم الأستاذ نور الدين أعراب الطريسي بمداخلة تحت عنوان:(شعرية الغربة في ديوان “فاكهة الغرباء” للشاعر يحيى عمارة) حيث انطلق من مهاد نظري أبرز فيه نظرية عبد القاهر الجرجاني التي تعتبر البيت الشعري دالا على القصيدة بكاملها كما أن القصيدة دالة على الديوان بكامله.وانطلاقا من هذا، بحث عن هذا الرابط المتمثل في شعرية الغربة كدلالة حاضرة في مختلف قصائد الديوان سواء في ارتباطها بالبعد عن المكان والهجرة أوبغياب المجد العربي أوبمحاورة الذات للآخر وتحول الغربة إلى منفى وجودي ، كما أن هذه الغربة تتخذ منحى دراميا في ذات الشاعر .واستدل على كل ذلك بمقاطع شعرية من الديوان ليعبر في الأخير عن إعجابه بتجربة الشاعر المحتفى به. أما الشاعر الأستاذ الزبير الخياط فقد تقدم بقراءة عاشقة موسومة ب :(حداثة الكتابة في ديوان:”لن أرقص مع الذئب” للشاعر يحيى عمارة) استهلها بالحديث عن مظاهر الحداثة في الشعر العربي بصفة عامة ،وتوقف عند حداثات بعض الشعراء العرب كالشاعر أدونيس وأنسي الحاج والسياب ومحمد بنيس وغيرهم.. ليبين أن الحداثة خرق للمنجز الشعري المعهود وتعبير عن التجربة في بعدها الإنساني ،واستكناه للعمق وخرق للوزن الخليلي …إلخ. ثم تناول حداثة هذا الديوان من ثلاث زوايا : حداثة التجربة التي تمثلت في النبرة التحريضية التي طبعت القصيدة الغرضية، وحداثة اللغة الشعرية التي تميزت في كميائيتها بالرمزية والاحتمال والجدة في علاقاتها ثم حداثة الإيقاع التي تجلت في ترك العروض الخليلي ،والأخذ بإمكانات إيقاعية أخرى .واستشهد على كل ذلك بنصوص دالة. وبعدئذ أعطيت الكلمة للشاعر المحتفى به يحيى عمارة الذي عبر عن سعادته وفرحته بهذا الحضور وبهذا التكريم والتشريف الذي حظي به إلى جانب دواوينه . كما شكر المؤسسة وفرع اتحاد كتاب المغرب بالناظور العامرة بمثقفيها وفنانيها وشعرائها ومبدعيها، وكذلك أصدقاءه وطلابه بالكلية الذين شرفوه بالحضور، والأستاذين اللذين قرآ أعماله بعمق وبوعي نقدي لتجربته معتبرا اكتشاف عمق المبدع مرهون بوجود ناقد عميق يملك العين الثالثة القادرة على النفاذ إلى تجربة المبدع وفهمها. ثم انتقل إلى الحديث عن علاقة الشعر والتجربة وأكد أن ديوانه الأول ينطلق من مرجعية ذاتية ، أما ديوانه الثاني فينطلق من مرجعية كونية باعتبار الشعر صورة أو استعارة ، شبيه بأثر الفراشة كما يقول درويش.وهكذا فديوانه تجربة منبثقة من حكاية ورؤيا . الشاعر يفتش عن الأشياء الغائبة عن واقعنا ويبحث عنها على المستوى الدلالي والجمالي . ثم قرأ بعض قصائده الشعرية التي نالت إعجاب الحاضرين .وقبل أن ينتقل إلى توقيع ديوانه لقرائه وأصدقائه وطلبته قدمت له وللمشاركين شواهد تقديرية لمساهمتهم في تنشيط هذا اللقاء الجميل.